استنزاف غير مسبوق لسلاح الردع الأمريكي بسبب دعم إسرائيل

في تطور غير مسبوق، كشفت مصادر أمريكية مطلعة عن أن الحرب بين إسرائيل وإيران الأخيرة لم تقتصر آثارها على الشرق الأوسط فحسب، بل امتدت لتُحدث خللاً حقيقياً في المنظومة الدفاعية للولايات المتحدة، بعدما شهد مخزونها الاستراتيجي من صواريخ "ثاد" بعيدة المدى استنزافًا كبيرًا نتيجة الدعم العسكري المكثف المقدم لإسرائيل خلال الأشهر الماضية.
وبحسب تقرير بثته شبكة "سي إن إن"، فقد أرسلت واشنطن بطاريتي صواريخ "ثاد" إلى تل أبيب، من أصل سبع بطاريات تمتلكها الولايات المتحدة، في إطار تعزيز منظومة الدفاع الإسرائيلية لمواجهة الهجمات الصاروخية الإيرانية.
150 صاروخًا خلال 12 يومًا
وخلال فترة الحرب التي استمرت اثني عشر يومًا، أطلقت القوات الأمريكية نحو 150 صاروخًا من طراز "ثاد" لاعتراض الصواريخ الباليستية التي أطلقتها طهران.
وبينما نجحت بعض هذه الصواريخ في صد التهديدات، أخفقت أخرى، مما كشف عن وجود ثغرات في نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي.
ربع المخزون تم استهلاكه
تشير التقديرات الأولية إلى أن هذه العمليات أدت إلى استنفاد ما يقرب من 25% من المخزون الاستراتيجي الأمريكي من صواريخ "ثاد"، وهو ما أثار قلقًا في أوساط وزارة الدفاع الأمريكية، خصوصًا مع ضعف القدرة الإنتاجية الحالية على تعويض هذا النقص بسرعة.
ما هي منظومة "ثاد" ؟
تُعد منظومة الدفاع الصاروخي "ثاد" واحدة من أبرز أنظمة الاعتراض الأمريكية، حيث تتألف كل بطارية من ست قاذفات، تحتوي كل منها على ثمانية صواريخ اعتراضية.
وتستطيع المنظومة التصدي للصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى داخل وخارج الغلاف الجوي، وتوفر مظلة حماية فعالة للأهداف الواقعة على مسافة تتراوح بين 150 و200 كيلومتر.

قلق أمريكي من تبعات الاستنزاف
مع تسارع وتيرة التهديدات الأمنية العالمية، خاصة من الصين وروسيا، تزايدت المخاوف بشأن القدرة الأمريكية على الحفاظ على جاهزيتها الدفاعية.
ويرى محللون أن هذا الاستنزاف الكبير قد يضعف من الموقف العسكري الأمريكي في مناطق استراتيجية كالمحيطين الهندي والهادئ.
إجراءات لتعويض الخسائر
في ظل هذه التحديات، بدأت وزارة الدفاع الأمريكية التحرك لاحتواء الموقف، حيث تعتزم شراء 37 صاروخًا جديدًا من طراز "ثاد" خلال العام المقبل لتعويض ما تم استخدامه في الحرب الأخيرة، مع دعوات من مسؤولين دفاعيين سابقين لتسريع وتيرة الإنتاج وزيادة عدد الوحدات الصاروخية.
مستقبل الدعم الأمريكي لإسرائيل
ويظل التساؤل مفتوحًا حول ما إذا كان الدعم العسكري غير المحدود لإسرائيل سيستمر بنفس الزخم في حال شكّل تهديدًا مباشرًا للمخزون الاستراتيجي الأمريكي، خصوصًا في ظل المتغيرات الجيوسياسية وسباق التسلح المتسارع في عدة مناطق حول العالم.