يسري جبر: طالب العلم لا بد أن يتحلى بالإخلاص والصبر وحسن النية

أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن لطالب العلم آدابًا عظيمة ينبغي أن يلتزم بها منذ انطلاقه في طريق المعرفة، مشيرًا إلى أن أول هذه الآداب هو حُسن اختيار العلم النافع، الذي يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية، من حفظ النفس والدين والعقل والعِرض والمال، لا أن يكون علمًا غير ذي جدوى أو لا ينعكس إيجابًا على الفرد والمجتمع.
جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة "الناس"، اليوم السبت، حيث تناول فيها الدكتور يسري جبر صفات طالب العلم وأخلاقه، وما يجب أن يتحلى به في رحلته العلمية.
الإخلاص في النية أساس الطريق
وأوضح جبر أن من أهم الآداب التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم هو إخلاص النية لوجه الله تعالى، لا طلبًا للشهرة أو المناصب أو الجاه أو المال، مؤكدًا أن الرزق بيد الله وحده، وليس بالضرورة أن يكون المجتهد أغنى الناس، فقد يوسع الله الرزق على من يشاء دون سبب ظاهر.
العلم يحتاج إلى صبر وعمل
وشدد على أن طلب العلم يتطلب صبرًا طويلًا وملازمة العلماء، إلى جانب العمل بما يتعلمه الإنسان وتعليمه للناس، معتبرًا أن طالب العلم الحقيقي هو من ينعكس علمه نفعًا على المجتمع، لا من يكتفي بالحفظ فقط دون تطبيق أو إفادة للآخرين.
وعن الفرق بين علماء الدنيا وعلماء الآخرة، بيّن الدكتور يسري جبر أن علماء الآخرة هم الذين يطلبون العلم ليقربهم من الله، ويبتغون به وجهه، ويعيشون وفق ما علموا، وينشرون الخير، ويتأسون بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، أما علماء الدنيا فهم الذين يطلبون العلم من أجل المناصب، والجاه، والجوائز، والمدح، ويتخذون من العلم وسيلة دنيوية بحتة.
صحبة العلماء الصالحين
ونصح كل طالب علم أن يحرص على صحبة العلماء الصالحين الذين يجمعون بين العمل والعلم، ويطلبون الآخرة في مسعاهم، ليحظى بثمرة العلم الحقيقية، وهي القرب من الله ونفع عباده.
وفي وقت سابق، وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال حديثه في حلقة جديدة من برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة "الناس" يوم السبت، أن الصحابة تتبعوا أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في كل موقف، ودوَّنوا أقواله وأفعاله وتقريراته، فكانوا بحقٍّ حفظةً لسنة رسول الله بشقيها النظري والعملي، وقال: "جزاهم الله عنا خير الجزاء، فلولاهم لضاعت علينا كثير من الأمور العملية التي لا تُفهم بمجرد النصوص".
التوجيه النبوي
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم الأمة بوسائل متعددة، فكان يوجّه بالكلمة، ويُرسّخ المعنى بالفعل، ويُقِرّ التصرف الصحيح بالتقرير، مشيرًا إلى أن هذه الأبعاد الثلاثة اجتمعت في شخصه الكريم لتكون سنته الشريفة نموذجًا متكاملاً يبيِّن مراد الله تعالى في كتابه، ويهدي الأمة إلى سواء السبيل.