يسري جبر: التركيز على الأخطاء يهدم البيوت.. والتغافل خُلق نبوي |فيديو

أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن التغافل يُعد من أهم الأخلاق التي تحفظ كيان الأسرة، وتساهم في استمرار الحياة الزوجية بسعادة واستقرار، مشيرًا إلى أن الإلحاح في اللوم والمواجهة المباشرة بالعيوب غالبًا ما يؤدي إلى تصاعد الخلافات وتفاقم المشكلات داخل البيوت.
وقال الدكتور جبر، خلال لقائه في برنامج "اعرف نبيك"، المذاع عبر شاشة قناة الناس، اليوم السبت، إن الرجل ينبغي أن يتحلى بالحكمة في التعامل مع زوجته، ويتجنب التركيز المستمر على الأخطاء أو التقصير، موضحًا أن التغافل لا يعني التنازل عن الحقوق، وإنما هو أسلوب راقٍ لتجاوز الصغائر واحتواء المواقف بحكمة.
وشدد على أن المرأة أيضًا مدعوة لتبني هذا النهج النبوي في التغاضي عن بعض ما تراه من عيوب في زوجها، مشيرًا إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان مثالًا يُحتذى في الرحمة والتسامح داخل بيته.
وأشار العالم الأزهري إلى أن من أعظم أسباب الاستقرار الأسري، هو أن يُقابل كل طرف الآخر برفق، ويبتعد عن التوبيخ أو النقد الجارح، وأن يُقدم حسن الظن والتجاوز على محاولات التجريح أو التقويم القاسي.
وأوضح أن النصيحة غير المباشرة أسلوب نبوي فعّال، حيث كان النبي ﷺ يُعلّم أصحابه من خلال التلميح والحديث العام دون تسمية أو إحراج، قائلاً: "تصدق إن في ستات بيعملوا كذا وكذا"، أو "لحظة صدق تقولوا في رجالة يدخلوا من الشغل ما يسلموش على زوجاتهم"، فتصل الرسالة دون أن تُحدث فجوة أو خصومة.
تبادل البشاشة والثناء
وأشار جبر إلى أن تبادل البشاشة والثناء المتبادل يزرع الود ويزيد المودة، وكذلك قيام كل طرف بواجباته، فالزوج ينفق ويراعي بيته، والزوجة تربي وتنظم وتحسن القيام بشؤون أسرتها، موضحًا أن غياب أداء الواجب مع المطالبة بالحقوق يفتح باب الخلاف.
وقال مازحا: "ولو حياتك استقرت وسعدت، لا تفكر تتجوز تاني، لأنك وقتها هتقلب السعادة إلى شقاء، وزوجتك هتزعل منك جدًا، وبيقولك إيه؟ جنازته ولا جوازته!"، داعيًا في النهاية أن يسلم الله الجميع من الفتن والمشكلات.
نصائح التعامل مع المرأة
وفي وقت سابق، أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن موقف النبي صلى الله عليه وسلم في طلب السقاية يوم عرفة يكشف عن معانٍ تربوية واجتماعية عميقة، تتعلق بمكانة المرأة في البيت والمجتمع، وبأسس التعامل النبوي الراقي معها.
وأوضح الدكتور يسري جبر خلال حديثه في حلقة جديدة من برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب السقاية من عمه العباس رضي الله عنه، والذي بدوره وجّه ابنه الفضل قائلًا: "اذهب إلى أمك"، ليأتي بشراب من عندها للنبي الكريم. وعلّق الدكتور جبر على هذا الموقف قائلًا: "في هذه العبارة دلالة واضحة على احترام دور المرأة في بيتها، واعتراف صريح بأنها شريكة في تدبير شؤونه، بل ومصدر للثقة في إدارة موارده".