يسري جبر: تجنُّب أذى الأقارب ليس من قطيعة الرحم لكن بشرط

أوضح الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن تجنُّب الإنسان لبعض أقاربه بسبب الأذى المتكرر لا يُعد من قطيعة الرحم، ما دام يحافظ على الحد الأدنى من الصلة الشرعية، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية فرّقت بين القطيعة المؤثمة والتجنّب درءًا للأذى.
كبائر الذنوب
وقال الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت: "القطيعة الحقيقية أن تقطع الصلة تمامًا، فلا ترد السلام، ولا تعود المريض، ولا تجيب الهاتف، ولا ترد على الرسائل، ولا تقدم المساعدة إذا احتاج إليك"، مؤكدًا أن هذا الفعل هو ما حرّمته الشريعة واعتبرته من كبائر الذنوب.
أما عن الابتعاد بسبب الأذى، فأوضح الدكتور يسري جبر أن: الابتعاد مع الأدب وتجنُّب اللقاءات التي تُسبب لك الألم أو المشقة، ليس قطيعة، بل هو من باب دفع الضرر، خاصة إذا ثبت أن محاولات الإصلاح لم تُجدِ نفعًا".
وأضاف: إذا سألك أو تواصل معك فرددت، وإذا مرض عدته، وإذا احتاجك أعنته، فهذه صلة، حتى لو لم تزره كثيرًا أو تجالسه باستمرار. الصلة ليست في الكثرة، وإنما في وجود أصل الرحمة والتواصل وقت الحاجة".
القطيعة المذمومة والتجنّب المشروع
ونبه إلى أهمية التفريق بين القطيعة المذمومة والتجنّب المشروع، قائلًا: "فهمك لهذا الفرق يُنجيك من الإثم، ويحفظ لك كرامتك وسلامك النفسي، نسأل الله أن يرزقنا صلة الأرحام على الوجه الذي يرضيه".
وأشار الدكتور يسري جبر إلى أن الشريعة الإسلامية فرّقت بوضوح بين القطيعة المؤثمة التي يُحاسب عليها المسلم، وبين الاجتناب المشروع الذي قد يلجأ إليه الإنسان دفعًا للأذى وصيانة لنفسه.
السلامة النفسية
وأوضح أن مراعاة الإنسان لسلامته النفسية وتجنّبه الاحتكاك المباشر مع بعض الأقارب الذين يتسببون له في أذى دائم أو ضرر متكرر، لا يُعدّ قطيعة رحم إذا لم يُفضِ إلى قطع الصلة بالكلية، وإنما حافظ على الحد الأدنى المشروع من التواصل كالسلام، أو السؤال في المناسبات، أو تفويض ذلك لغيره عند الضرورة.
وأكد أن الإسلام لا يفرض على المسلم أن يعرّض نفسه للأذى تحت دعوى صلة الرحم، بل يُراعي واقعه وظروفه، ويحثه في الوقت نفسه على التوازن بين حفظ نفسه، وأداء ما عليه من واجب الصلة وفق ما تسمح به الحال دون مشقة أو ضرر.
https://youtube.com/shorts/4kG-yZuBGTk?si=bqevaqyT90w20u4H