يسري جبر: الموتى يشعرون بنا.. وغيبتهم أشد من غيبة الأحياء|فيديو

أضاء الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، جوانب خفية من علاقة الأحياء بالأموات، مؤكدًا أن الموت ليس فناءً، بل انتقال لحياة أخرى أكثر وعيًا وإدراكًا.
الأموات على صلة بالدنيا.. ويتأثرون بأفعالنا
أوضح الدكتور يسري خلال برنامج "اعرف نبيك " المذاع عبر قناة الناس أن الموتى في قبورهم ليسوا في عزلة تامة عن الحياة الدنيا كما يظن البعض، بل يشعرون بمن حولهم، ويتأثرون بأعمال أقاربهم سواء كانت حسنة أو سيئة ، واستدل بحديث نبوي رواه الترمذي: "لا تؤذوا أمواتكم بأعمالكم، فإن أعمالكم تُعرض على أمواتكم"، مؤكدًا أن هذا النص يكشف عن استمرارية العلاقة بين الأحياء والموتى.
النبي كان يُسلم على أهل القبور.. بصيغة الحاضر
وأشار جبر إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يخاطب أهل القبور وكأنهم يسمعون ويعون، بقوله: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين"، مما يدل على أن الأرواح ليست غائبة عن الإدراك كما يعتقد البعض، بل إن الموت هو بداية "مرحلة البرزخ"، حيث تنكشف كثير من الحقائق التي كانت مستورة في الدنيا.
"الناس نيام".. حتى يرحلوا
واستعان الدكتور يسري بقول الإمام علي بن أبي طالب: "الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا"، ليشرح أن الموت يكشف للإنسان حقائق لم يكن يراها في حياته، وربما يرى عند وفاته أرواح أحبائه الذين سبقوه، ويستبشر بلقائهم.
تحذير من الغيبة بعد الوفاة
في جانب آخر من حديثه، شدد الدكتور يسري على ضرورة حفظ حرمة الميت، قائلاً: "غيبة الميت أشد من غيبة الحي، لأنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه، والله يتولى أمره". واستشهد بحديث النبي: "اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساوئهم"، معتبرًا ذلك من كمال الأدب الإسلامي.
دعاء الأحياء يبهج الأموات
واختتم حديثه برسالة مؤثرة، مفادها أن القبر ليس نهاية، بل هو بداية طريق طويل يبدأ بالبرزخ وينتهي بالجنة أو النار، وأن الميت يأنس بدعاء أحبابه، ويأنس بأعمالهم الصالحة، داعيًا إلى صيانة اللسان عن أذية من رحلوا، لأن علاقتهم بالحياة لا تزال قائمة بطريقة لا نراها، لكنها موجودة.
وفي وقت سابق ،قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن من أعظم ما يُحمد للصحابة الكرام رضوان الله عليهم أنهم لم يكتفوا بنقل أقوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بل حرصوا على نقل أفعاله وسلوكياته بدقة بالغة، ليكون ذلك بيانًا عمليًّا للأحكام الشرعية، وسبيلاً لفهم الدين فهمًا تطبيقيًّا واقعيًّا.