عالم أزهري: يحرم على العروس تفويت الصلاة يوم الزفاف .. ويجوز لها الجمع| خاص

أكد الشيخ إبراهيم يوسف، من علماء الأزهر الشريف، أن الأصل في الصلاة هو أداؤها في أوقاتها، لقوله تعالى: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا”. وأضاف أن الشريعة الإسلامية راعت أحوال الناس ورفعت عنهم الحرج، وأجازت الجمع بين الصلوات في حالات المشقة، مثل السفر والمطر، بل وصح في صحيح البخاري أن النبي ﷺ جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، من غير خوف ولا مطر، مما يدل على جواز الجمع للمشقة باتفاق العلماء.
وأوضح الشيخ إبراهيم، في تصريح خاص ل " نيوز رووم "أن حال العروس في يوم زفافها يمكن دخوله ضمن هذه الأعذار، إذ تواجه مشقة في الاستعداد والتنقل والطقوس المختلفة، مما قد يعيق أداء كل صلاة في وقتها، مشيرًا إلى أن يجوز لها الجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم جائز في هذه الحالة، بأربع ركعات لكل فرض، دون قصر. كما يجوز الجمع بين المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير، بحسب ظروفها.
وشدد على أن هذا الرخصة لا تعني التهاون أو التفريط، فالأصل أن تُؤدَّى الصلاة في وقتها، ويجب على العروس أو من يعينها على التحضير أن يراعوا هذا، حتى لا تتحول المناسبة السعيدة إلى باب للتقصير في أعظم أركان الدين.
ولفت الشيخ إلى أن إظهار الفرح والسرور في الإسلام أمر مباح ومطلوب، بل إن تجهيز العروس للزفاف كان من هدي النبي ﷺ، ولكن لا يصح أن يتحول هذا الفرح إلى ذريعة لارتكاب المعاصي كالتبرج الفاحش أو كشف العورات أو الإسراف والمبالغات الخارجة عن حدود الشرع.
وختم تصريحه قائلًا: “ليلة الزفاف ليلة فرح، ولكنها أيضًا ليلة طاعة وشكر لله، وما جعل الله علينا في الدين من حرج، فلتفرح العروس ولتحتفل، ولكن في حدود ما أحله الله، فنحن نفرح بفضله، لا بمعصيته
عرض المحادثات الخاصة «الشات» للآخرين من الكبائر
حذّر الشيخ إبراهيم يوسف، من علماء الأزهر الشريف، من خطورة التهاون في عرض المحادثات الخاصة (الشات) بين الأفراد على أطراف أخرى، مؤكدًا أن هذا الفعل حرام شرعًا، ويُعد من كبائر الذنوب لما فيه من هتك للستر، واختراق لخصوصيات الناس، وإفشاء الأسرار.
وأوضح يوسف، في تصريحات خاصة لـ" نيوز رووم" أن عرض الرسائل الخاصة – سواء بين أصدقاء أو مخطوبين أو حتى بين الأزواج – يُعد خيانة للأمانة التي تقوم عليها المجالس والحوارات الخاصة، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ قال:
“إنما المجالس بالأمانة”، أي أن كل ما يدور في مجلس خاص لا يجوز نقله أو إفشاؤه.
وأكد أن خطر هذا الفعل يتضاعف إذا كانت العلاقة بين الطرفين أقرب، كأن تكون المخطوبة أو الزوجة، لأن ذلك يدخل تحت بند الفضيحة الأسرية وهتك الستر، بل ويشمل تحذير النبي ﷺ لمن يُفشي أسرار العلاقة بين الزوجين، فقال:
“إن من أشرّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يُفضي إلى امرأته وتُفضي إليه ثم ينشر سرّها”.
كما نبّه الشيخ إلى خطورة تساهل البعض في مشاركة الرسائل من باب “الهزار” أو “الفضفضة”، قائلاً:
“حتى وإن لم تكن هناك نية للإساءة، فالمجالس بالأمانة، والله عز وجل قال:
{ولئن سألتهم ليقولُنّ إنما كنا نخوض ونلعب… قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون} [التوبة: 65-66].”
وفيما يتعلق بالحالات التي يجوز فيها عرض الشات، أوضح الشيخ إبراهيم يوسف أن الاستثناء الوحيد هو حال وقوع ظلم بيّن، أو وجود ضرورة للاستشارة أو التحكيم، كأن يُستشار أهل العلم أو المختصون عند التعرض للإيذاء أو الضرر، بشرط ألا يكون القصد التشهير أو الانتقام.
وختم تصريحه قائلًا:“صيانة الأسرار خلق إسلامي أصيل، ومن فتح على نفسه باب التجسس أو الهتك أو الخيانة، فليُعد للسؤال جوابًا. فديننا دين ستر، لا فضيحة”