(خاص) عالم أزهري: لا يجوز كشف الشعر أمام أبناء العم والخال حتى لو تربوا معا

أكد الشيخ عبده الأزهري، من علماء الأزهر الشريف، أن كشف المرأة لشعرها أمام أبناء العم أو أبناء الخال لا يجوز شرعًا، حتى وإن كانت تربّت معهم في بيت واحد كالإخوة، موضحًا أن النية الطيبة أو قوة العلاقة الأسرية لا تُبيح ما حرّمه الشرع. وأضاف أن الإسلام وإن كان يعظّم صلة الأرحام، إلا أنه وضع أحكامًا واضحة تحفظ الحياء وتصون العِرض، ولا يجوز تجاوزها تحت أي مبرر عاطفي أو اجتماعي
وأوضح الشيخ الأزهري في تصريح خاص ل " نيوز رووم " أن الشريعة الإسلامية حدّدت المحارم الذين يجوز للمرأة أن تكشف أمامهم زينتها، كالشعر والرقبة، وذلك في قوله تعالى:“وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ… أَوْ آبَائِهِنَّ، أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ، أَوْ أَبْنَائِهِنَّ، أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ، أَوْ إِخْوَانِهِنَّ، أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ، أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ…” [النور: 31].
وأشار إلى أن أبناء العم وأبناء الخال غير مذكورين في الآية الكريمة، مما يدل على أنهم ليسوا من المحارم، وبالتالي لا يجوز للمرأة شرعًا أن تكشف شعرها أمامهم.
كما استشهد الشيخ الأزهري بحديث النبي ﷺ:“لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم” [متفق عليه]،
مؤكدًا أن هذا الحديث يُسقط شبهة “التربية المشتركة” بين المرأة وابن عمها أو خالها، لأنه لو كان محرمًا لها، لأجاز الشرع السفر معه، لكن لم يُعتبر كذلك.
وختم الشيخ عبده الأزهري حديثه بالتنبيه على أن “العِشرة لا تُبيح الحرام”، وأن أحكام الشرع تُبنى على النسب والمحارم الثابتين، لا على الألفة أو القرب الاجتماعي
بعد أزمة وفاء عامر.. عالم أزهري: توجيه الاتهامات دون دليل من كبائر الذنوب
بالتزامن مع أزمة الفنانة وفاء عامر، حذّر الشيخ عبده الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، من خطورة رمي الناس بالباطل وتوجيه الاتهامات إليهم دون دليل، واصفًا ذلك بأنه “جريمة عظيمة محرّمة شرعًا، وتُعدّ من كبائر الذنوب التي تفسد المجتمعات وتدمّر العلاقات الإنسانية.”
وفي تصريحات خاصة لـ«لنيوز رووم»، قال الأزهري:“الاتهام الكاذب، أو ما يُعرف بالبهتان، لا يقتصر ضرره على الشخص المتهم فحسب، بل يهدد أمن المجتمع واستقراره، ويشيع الفوضى والريبة بين أفراده. والإسلام جاء ليصون الأعراض ويحفظ الكرامات، ويغلق أبواب الظلم والتجريح.”
وأشار، إلى أن القرآن الكريم نهى بشكل صريح عن سوء الظن، والتجسس، والغِيبة، وهي مقدمات تؤدي غالبًا إلى الاتهام الباطل، مستشهدًا بقوله تعالى:“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا…”
(سورة الحجرات: 12)
كما لفت إلى قوله سبحانه:“وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا”
(سورة الأحزاب: 58)،
مضيفًا أن “هذه الآية واضحة في بيان عِظَم جريمة الكذب على الناس واتهامهم بغير حق.”
وأوضح الشيخ عبده الأزهري، أن السنة النبوية الشريفة لم تترك هذا الباب دون تحذير شديد، حيث قال النبي ﷺ:“من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال، وليس بخارج”
(رواه أبو داود،)مشيرًا إلى أن “ردغة الخبال” هي عصارة أهل النار، وهي أقسى ما يمكن تخيله من العذاب، عقوبة لمن يتهم الناس زورًا.
كما بيّن فضيلته أن عرض المسلم له حرمة عظيمة في الإسلام، مستشهدًا بقول النبي ﷺ:“كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه”، قائلا :: “عرض الإنسان ليس محلًا للتشهير أو الافتراء، ومن يتطاول عليه يُعدّ معتديًا على حرمات الله.”
وختم الشيخ عبده الأزهري حديثه بالتأكيد على أن “رمي الناس بالباطل بدون دليل لا يُعد فقط محرّمًا شرعًا، بل يُعدّ من الكبائر، وإثمٌ عظيم يوقع صاحبه في البهتان، ويزرع الفتنة بين الناس، ويفسد القلوب، ويُفسد البيوت والمجالس.”
ودعا فضيلته المسلمين إلى التحقق، والتثبّت، والتزام الصمت عند الجهل، وعدم التسرع في إصدار الأحكام، مؤكدًا أن الإسلام دين عدل وإنصاف، لا يقبل الظلم ولا يُقرّ الافتراء