الشيخ إبراهيم يوسف: يجوز للزوجة طلب الطلاق بسبب الاحتياج العاطفي | خاص

قال الشيخ إبراهيم يوسف، أحد علماء الأزهر الشريف، إن العلاقة الزوجية لا تقوم فقط على الحقوق المادية والجسدية، بل تستند بشكل أساسي إلى الإشباع العاطفي والتراحم والمودة، مشيرًا إلى أن البخل العاطفي من أخطر ما يُهدد استقرار الحياة الزوجية، وأن الإسلام لم يغفل هذا الجانب أبدًا.
وأكد الشيخ يوسف في تصريح خاص لـ نيوز رووم على أن الزواج في الإسلام ليس مجرد عقد، بل ميثاق غليظ قائم على السكينة، وقد قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، فلا يتحقق هذا السكن إلا إذا وُجد الإشباع العاطفي، والمحبة، والاحتواء”.
وأوضح أن “هناك من يظن أن حقوق الزوجين تقتصر على العلاقة الجسدية أو النفقة فقط، بينما الحقيقة أن الحقوق العاطفية لا تقل أهمية، بل أحيانًا تكون أشد تأثيرًا على النفس والحياة”.
وأشار الشيخ إلى أن النبي ﷺ، كان قمة في التعبير العاطفي، فقال:كان إذا قضى ليلة عند إحدى زوجاته، جلس بعد العشاء مع باقي زوجاته، يحدثهن ويلاطفهن، وكان يقول: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)، وهو القائل لعائشة: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع)، وهو تعبير مليء بالحب والوفاء”.
وتابع: هذا هو المعنى الحقيقي للإشباع العاطفي، أن تشعر المرأة بالحب والاهتمام، وأن تجد زوجها حنونًا مُراعيًا لمشاعرها، وكذلك العكس. لأن غياب هذا المعنى يولد الجفاء، ويفتح باب المقارنات والأذى النفسي، خصوصًا في زمن امتلأ بالتحديات والصور الزائفة عن الحب”.
وأضاف الشيخ إبراهيم يوسف:“إذا شعرت المرأة بأن زوجها لا يُشبعها عاطفيًا، فإن عليها أولًا أن تحاوره وتفهم أسبابه، فربما يكون منشغلًا أو مثقلًا بأعباء الحياة، أو لا يعرف كيف يُعبر، وهنا يكون الحل بالتواصل والمصارحة، لا بالهروب أو الغضب”.
واستدرك قائلًا:“لكن إن استمر الوضع رغم الحوار، وأصبح هذا الجفاف سببًا في أذى نفسي حقيقي أو مقارنات مؤلمة تُهدر كرامتها، فحينها يجوز لها أن تطلب الطلاق شرعًا، لأن الزواج لا يُبنى على الضرر، والنبي ﷺ قال: (لا ضرر ولا ضرار)”.
حقوق الزوجين في الإسلام
﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ ﴾
يؤكد الإسلام على المعادلة المتوازنة بين الزوجين، في الحقوق والواجبات، لتحقيق السكينة والمودة والرحمة داخل الأسرة، كما قال الله تعالى:
﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ﴾ [الروم: 21].
أولًا: حقوق الزوج على زوجته
1. الطاعة بالمعروف
• في غير معصية الله، قال ﷺ: “إذا صلّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها، دخلت الجنة…”.
2. حفظ العرض والبيت
• قال تعالى: "فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله".
3. عدم الإذن في بيته إلا بإذنه
• لا يُدخل أحدًا دون علمه، ولا تخرج من بيته دون رضاه "إلا لضرورة أو عُرف معتبر".
4. الاحترام والتقدير
• بالكلمة الطيبة، وحسن المعاملة، وعدم الإساءة أو التحقير.
5. الاهتمام بمظهرها ونفسها
• لأن هذا من المعاشرة بالمعروف، كما جاء عن بعض الصحابة: “إني لأتزين لامرأتي كما تحب أن تتزين لي”.
ثانيًا: حقوق الزوجة على زوجها
1. النفقة والسكن
• قال تعالى: "وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف" ، وتشمل المأكل، الملبس، والمسكن المناسب.
2. المعاشرة بالمعروف
• قال تعالى: "وعاشروهن بالمعروف"، ويشمل: اللطف، الرحمة، والاحترام، والإشباع العاطفي والجسدي.
3. عدم الإيذاء أو الإهانة
• النبي ﷺ لم يضرب امرأة قط، وكان يقول: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.
4. العدل بين الزوجات "إن كان متزوجًا بأكثر من واحدة"
• في المبيت والنفقة والمعاملة.
5. تمكينها من حقوقها الشرعية
• في العاطفة، والاحترام، وحسن الصحبة