أمينة تستعيد ذكريات أول تجاربها المسرحية وتُعلّق على قسوة الواقع: “خليك إنسان”

عادت المطربة أمينة بذاكرتها إلى أول تجربة مسرحية خاضتها في بدايات مشوارها الفني، حيث نشرت عبر حسابها الرسمي على موقع “فيسبوك” منشورًا مطولًا حمل كثيرًا من الحنين والرسائل الإنسانية المؤثرة، واسترجعت خلاله ذكرياتها مع مسرحية “جزيرة القرع” التي كانت بوابة انطلاقها على خشبة المسرح، وتحديدًا على مسرح الزعيم.
مسرحية من إخراج رامي إمام
وقالت أمينة في منشورها إن المسرحية كانت من إخراج رامي عادل إمام، ووصفت تلك المرحلة بأنها كانت بداية مهمة للغاية في حياتها المهنية، خاصة وأنها كانت حينها قادمة من الإسكندرية، في بدايات رحلتها بالعاصمة، حيث كانت تتقدم لاختبارات المعهد العالي للفنون المسرحية، وعلمت من أصدقائها هناك بوجود اختبارات أداء (كاستينج) تابعة لمسرح الزعيم، فتقدمت وخاضت التجربة.
وأكدت أمينة أنها حصلت على دور محوري في المسرحية، والذي لاقى إعجابًا كبيرًا من الجمهور والنقاد، حيث استطاعت أن ترسم البسمة وتثير الضحك على وجوه الحاضرين، ووصفت تلك اللحظات بأنها من أبرز لحظات الدعم التي تلقتها في بداية مشوارها، قائلة: “كنت بضحك الجمهور جدًا، والناس أشادوا بيا جدًا.”
“جزيرة القرع”: عرض فني تنبأ بواقع اليوم؟
وفي لمسة تأملية عميقة، أشارت أمينة إلى أن قصة المسرحية لم تكن مجرد عمل فني ترفيهي، بل كانت تحمل مضمونًا اجتماعيًا قويًا، حيث دارت أحداثها حول انعدام المشاعر والحب، وضياع القيم والأخلاق في مجتمع خيالي بلا حدود ولا نخوة.
وما فاجأها – على حد تعبيرها – هو حجم التشابه الغريب بين الواقع الراهن الذي نعيشه اليوم، وبين ما كانت تتناوله المسرحية منذ سنوات، حيث كتبت: “مش معقول كم التطابق ده في الموضوع، إلا من رحم ربي طبعًا، لإن أكيد لسه في ناس كويسة.”
رسائل إنسانية في زمن القسوة
وتابعت أمينة منشورها بإسهاب، معبّرة عن حالة الحزن والصدمة التي تعتريها بسبب مشاهد القسوة، الغل، الحقد، الشماتة، وانعدام المشاعر التي أصبحت تراها يوميًا في محيطنا الاجتماعي، سواء عبر الأخبار أو مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت في لهجة ملؤها الألم: “مفيش داعي للشماتة.. انتو مش عارفين بكره في إيه.. الناس ممكن تكون قاعدة في بيوتها عادي فجأة تلاقي نفسها في خناقة من لا شيء، وتنتهي بجريمة.”، مشيرة إلى أن الظروف القاسية قد تطال أي شخص في أي وقت، ولا أحد بمأمن من المحن.
دعوة للدعاء والرحمة والتراحم
وختمت أمينة منشورها بنداء إنساني يحمل في طياته دعوة للرحمة والتعاطف، بعيدًا عن القسوة والتنمر والأحكام السريعة، فقالت: “نعمل إيه؟ ندعي لللي اتوفى بالرحمة، وندعي للمهموم بالفرج، والمريض ربنا يشفيه، كل واحد يعمل اللي يقدر عليه.. خليك إنسان، إنسان، إنسان.. بس كده، سهلة أهي.”

بين الفن والحياة.. أمينة تنبّه إلى ما هو أهم
منشور أمينة ليس مجرد تذكرة بماضيها الفني، بل يعكس موقفًا إنسانيًا وفنيًا في آنٍ واحد، حيث تُبرز كيف أن الفن قد يستشرف التحولات الاجتماعية قبل وقوعها، كما تؤكد أن الرسالة الفنية لا تكتمل إلا حين ترتبط بالواقع، وتُوجّه إلى الناس بمعاني الرحمة والتضامن.
ومن خلال هذا المنشور، وجّهت المطربة المصرية رسالة غير مباشرة للجمهور تدعوهم فيها لأن يُعيدوا النظر في تعاملاتهم اليومية، ويحاولوا استرجاع أبسط المشاعر الإنسانية التي نحتاجها جميعًا في زمن يمضي سريعًا نحو مزيد من التباعد العاطفي.