شوقي علام: اجتهاد «النبي» لم يخالف الوحي وكان ضمن الشريعة الإسلامية|فيديو

في تأكيد جديد على فقه الاجتهاد في الإسلام، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مارس الاجتهاد في بعض القضايا العملية التي لم يكن قد نزل فيها وحي في حينها، موضحًا أن ذلك كان ضمن إطار التشريع الإسلامي، وبما يحقق مصلحة الأمة، حتى يأتي الوحي بإقرار هذا الاجتهاد أو تعديله.
اجتهاد الرسول في أسرى بدر.. والموقف القرآني
خلال لقائه في برنامج "بيان للناس" على قناة الناس، أشار فضيلة الدكتور شوقي علام إلى أن غزوة بدر كانت من أبرز المواضع التي اجتهد فيها النبي صلى الله عليه وسلم، عندما استشار الصحابة في أمر أسرى قريش، ثم أخذ برأي أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، لكن سرعان ما جاء الوحي بآية قرآنية تعاتب هذا القرار:
"ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض..."، في إشارة إلى أن الأفضل كان الانتظار حتى تكتمل هيبة الدولة الإسلامية في الأرض.
مناظرة المرأة في قضية الظهار
واستعرض المفتي السابق أيضًا واقعة المرأة التي جاءت للنبي تشتكي زوجها الذي ظاهر منها، وهي الواقعة التي وردت في أولى آيات سورة المجادلة ، وقال إن النبي لم يُصدر حكمًا فوريًا، بل انتظر حتى نزل الوحي بحكم جديد يُبطل الظهار ويجعل له كفارة، وهو ما شكّل تحولًا تشريعيًا كبيرًا في قضايا الأحوال الشخصية.
إرث بنتَي سعد بن الربيع.. وبداية نظام المواريث
وفي ملف المواريث، تطرّق علام إلى واقعة بنتَي سعد بن الربيع، حين جاءتهما والدتهما تشكو استحواذ عمّهما على الميراث، فأنزل الله تعالى الآية:
"يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين..."، التي أرست دعائم نظام المواريث في الإسلام كما نعرفه اليوم، وأمر النبي بإعطاء البنتين الثلثين والأم الثُمن.
اجتهاد الصحابة... وسِعة الفقه
وأكد الدكتور شوقي علام أن الاجتهاد لم يقتصر على الرسول الكريم فقط، بل مارسه الصحابة كذلك، مستشهدًا باجتهاد عبد الله بن عباس في بعض مسائل المواريث، رغم مخالفته لرأي جمهور الصحابة، مما يدل على أن مساحة الاجتهاد كانت قائمة طالما أن النص ليس قطعي الثبوت والدلالة.
لا اجتهاد مع النص القطعي
واختتم المفتي حديثه بالتأكيد على أن الاجتهاد يسقط فقط عند وجود نص قطعي واضح لا يحتمل تأويلاً، أما النصوص الظنية أو المتعددة الدلالة، فهي مجال مفتوح للعلماء لتقديم رؤى فقهية تناسب كل زمان ومكان.