خبير آثار: قبة البدريين بالبهنسا.. مرقد صحابة شاركوا في غزوة بدر

قال أيمن عواد، خبير الآثار الإسلامية بمنطقة البهنسا، إن قبة البدريين تُعد من أبرز المعالم التاريخية والروحانية في قرية البهنسا بمحافظة المنيا، نظرًا لما تضمه من رفات عدد من الصحابة الذين شاركوا في غزوة بدر الكبرى، وكان لهم دور بارز في الفتح الإسلامي لمصر.
القائد قيس بن الحارث المرادي
وأوضح “عواد”، خلال لقائه مع الإعلامي محمود الشريف، ببرنامج “مراسي”، على شاشة “النهار”، أن بداية القصة تعود إلى حين أرسل عمرو بن العاص القائد قيس بن الحارث المرادي، لفتح البهنسا، فعسكر بمنطقتها وبدأ يرسل السرايا بقيادة عدد من الأمراء لحصارها وفتحها، مشيرًا إلى أن من أبرز القادة المشاركين في تلك المعركة كانوا القعقاع بن عمرو، وعقبة بن عامر الجهني، وزياد بن الحارث بن أبي سفيان، وخالد بن الوليد.
وأضاف، أن هذه القبة سُمّيت بـ"قبة البدريين" نسبة إلى الصحابة الذين شاركوا في غزوة بدر ودُفنوا فيها، وقد تم تسجيل أسمائهم على شاهد القبر، ومنهم: عقبة بن عامر الجهني، وذو القلاع الحميري، وهشام بن مرقال بن مسروق العبسي، والقعقاع بن عمرو.
العصر العثماني
وأكد خبير الآثار الإسلامية، أن تاريخ بناء هذا الضريح يعود إلى العصر العثماني، شأنه شأن بقية الأضرحة التي بُنيت أو جُددت في أواخر ذلك العصر، مضيفًا أن المكان يحمل قدسية وروحانيات خاصة لدى الزوار، لما يمثله من مكانة في التاريخ الإسلامي، وكونه مرقدًا لصحابة كان لهم فضل كبير في معارك الإسلام الأولى، وعلى رأسها بدر.
وتُعد البهنسا من أهم المناطق ذات الطابع الديني في البلاد، وتلقب بـ"البقيع الثاني" نظرًا لاحتضانها نحو 5000 صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من بينهم 70 شاركوا في غزوة بدر الكبرى، بحسب ما أكده الإعلامي محمود الشريف.
وقال إن المكان يفيض بالروحانيات والسكينة، ويشكل مقصدًا هامًا للسياحة الدينية، مشيرًا إلى أن القرية عرفت تاريخيًا باسم "برندجت" في العصر الفرعوني، وورد ذكرها في كتابات الرحالة ابن بطوطة، الذي وصفها بأنها مدينة كبيرة ذات بساتين وصناعة مزدهرة.