مصر تداوى آلام غزة ..عبد الله كحيل : ندائى وصل للرئيس السيسى | تقرير

عرض مجلس الوزراء اليوم الأربعاء، فيلمًا تسجيليًا يسلط الضوء على الجهود المتكاملة التي تبذلها الدولة المصرية، في استقبال وعلاج مصابي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتناول الفيلم الوثائقى بداية رحلة المصابين من معبر رفح البري، حيث تبدأ فرق الإسعاف والطواقم الطبية في استقبالهم، مرورًا بنقلهم إلى مستشفيات العريش والمراكز الطبية المتقدمة، وصولًا إلى إجراء العمليات الجراحية الدقيقة، خاصةً للأطفال وكبار السن، في إطار اهتمام شامل بكافة الجوانب الصحية والنفسية.
قصة عبد الله: لاعب كرة قدم
من بين القصص المؤثرة التي عرضها الفيلم، قصة الطفل الفلسطيني عبد الله، الذي أصيب إصابة خطيرة في قدمه إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تابعة لوكالة "الأونروا"، حيث كان يحتمي بها مع أسرته.
وقال عبد الله: "كنا نحتمي في المدرسة، وفجأة قصفنا الاحتلال بشكل وحشي، وأُصبت في قدمي لدرجة أن الأطباء في غزة قالوا إنها تحتاج إلى بتر.. ضاع حلمي في أن أكون لاعب كرة قدم"، مضيفا : "صوّرت فيديو وأنا أطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يساعدني في العلاج بدلًا من بتر قدمي، لم أكن أصدق أن الفيديو سيصل إليه".

الرئيس السيسي يستجيب
استجاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لمناشدة عبد الله، ووجه بتوفير الرعاية الطبية العاجلة له، ويروى عبد الله التفاصيل قائلا : فوجئت بأنني ضمن الدفعة التي ستدخل مصر لتلقي العلاج، وبصحبتي والدتي، بمجرد وصولنا إلى مستشفيات العريش، بدأ الأطباء في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإنقاذ قدمي".
وأضاف عبد الله: "أشكر الرئيس السيسي من قلبي.. أنقذني كأب يخاف على ابنه، وأعاد إليّ أملي في الحياة ومستقبلي الكروي".
دموع أم عبد الله
فيما تحدثت والدة عبد الله كحيل، عن تفاصيل لحظات الألم والخوف قبل الدخول إلى مصر، قائلة: "كل إخوة عبد الله وأبناء عمه استشهدوا، وبقي هو المصاب الوحيد.. انتظرنا عشرة أيام في غزة وسط تحذيرات من بتر قدمه بسبب عدم توفر الإمكانيات".
وأضافت : "لم تكن لدينا القدرة على السفر أو توفير تكاليف العلاج، لكن عندما علمنا أن مصر ستتولى الأمر، شعرنا وكأننا أحياء من جديد.. الرئيس السيسي كان الأمل الوحيد".

والد أحمد يسرد انسانية الرئيس
من جانبه، تحدث والد الطفل الفلسطيني أحمد، عن صعوبة الأوضاع، قائلاً: "أطلقنا مناشدة للرئيس السيسي لإنقاذ ابني، وفوجئنا برد سريع في نفس اليوم، حيث أبلغتنا المستشفى أن الرئيس، أمر بعلاج أحمد في مستشفى العاصمة الإدارية الجديدة"، مضيفا سرعة الاستجابة والاهتمام المباشر بالمصابين جعلته يشعر أن المصريين "أهل وأقارب لا يعرفون الغُربة".
حفاوة الاستقبال: مشهد إنساني لا يُنسى
عند الحديث عن أول لحظات الوصول إلى معبر رفح، قالت والدة عبد الله: "بمجرد وصولنا وجدنا طاقم طبي كامل ينتظرنا، وكان التعامل إنسانيًا لأقصى درجة، الإسعافات بدأت عملها بسرعة، وشعرنا أننا في وطننا، لا في بلد آخر".
وأضافت: "رأينا في عيون الأطباء والممرضين حبًا وتعاطفًا لا يمكن وصفه.. مصر كانت الحضن الآمن في أصعب لحظة".

وجدنا في مصر حبًا لا مثيل له
وأعربت العديد من أمهات المصابين عن امتنانهن العميق للجهود المصرية، إذ قالت سيدة فلسطينية ترافق نجلها المصاب : "منذ اللحظة الأولى لم نشعر بالغُربة، بل شعرنا أن أبناءنا هم أبناء المصريين أنفسهم.. الكل كان يساعد من قلبه، حتى من هم خارج الطواقم الطبية".
وقالت "كل شيء كان متوفرًا من دواء وعلاج وأجهزة، ولكن الأهم من ذلك هو الدعم النفسي.. لقد خفف عنّا ما مررنا به من فواجع".
مستشفيات العريش والشيخ زويد
تحدثت إحدى الأمهات اللواتي تلقين الرعاية في مستشفى الشيخ زويد، عن دقة التعامل وسرعة اتخاذ الإجراءات، قائلة: "الطاقم الطبي لم يتأخر لحظة في إجراء العمليات اللازمة، وكان التعامل معنا بمستوى إنساني راقٍ"، مضيفا : "لم أشعر يومًا أنني أطلب شيئًا.. كل شيء كان يتم دون أن نتحدث، وهذا يدل على الاحترافية العالية والاهتمام الصادق".

تجسيد واقعي على الأرض
اختتمت إحدى الأمهات حديثها برسالة شكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلة: "الرئيس أوفى بوعده عندما قال إن غزة على (مسافة السكة)، رأينا هذا بأعيننا.. لم يتردد في مدّ يد العون، وكانت مصر أول من استجاب لآلامنا"، مضيفة: "نأمل أن يعم السلام بلادنا، وأن تنتهي هذه الحرب القاسية، ولكننا لن ننسى ما قدمته لنا مصر وشعبها وقيادتها".
مصر.. دولة الشقيق وقت الضيق
تجسدت في هذه الجهود روح الأخوة العربية والتضامن الإنساني، حيث أظهرت مصر – قيادة وشعبًا – موقفًا ثابتًا لا يتغير تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدين دومًا أن الشعب الفلسطيني ليس وحده، وأن غزة لن تُترك فريسة للعدوان دون سند.