«عبد الله» يروي تفاصيل إنقاذه من البتر في مصر: "السيسي أنقذ قدمي وحلمي"

عرض مجلس الوزراء فيلمًا تسجيليًا مؤثرًا يرصد الجهود الطبية والإنسانية التي تبذلها الدولة لاستقبال المصابين من قطاع غزة، عبر معبر رفح البري، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الفيلم عرض مراحل نقل المصابين من معبر رفح إلى مستشفيات العريش، واهتمام الأطقم الطبية بكافة الأعمار، من أطفال وكبار سن، ولا سيما أصحاب الأمراض المزمنة والحالات الحرجة، مؤكدًا أن هذا التحرك يعكس الدور المصري الريادي والإنساني في دعم الشعب الفلسطيني.
كنت على وشك فقدان قدمي
من بين القصص المؤثرة التي سلط عليها الفيلم الضوء، قصة الطفل الفلسطيني "عبد الله"، الذي تعرض لإصابة خطيرة إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تابعة لوكالة الأونروا في غزة، حيث كان يحتمي مع أسرته.
يروي عبد الله قائلاً: "كنا نختبئ داخل أحد مدارس الاونروا، فتعرضنا لقصف عنيف من الاحتلال، وأُصبت إصابة خطيرة في قدمي... كانت الإصابة شديدة لدرجة أن الأطباء حذروا من بتر القدم، ووقتها شعرت أن حلمي في أن أصبح لاعب كرة قدم قد انتهى".
رسالة استغاثة تصل لـ السيسي
لم يفقد "عبد الله" الأمل، فقام بتسجيل فيديو استغاثة موجهًا مناشدة مباشرة للرئيس عبد الفتاح السيسي، يطلب فيه المساعدة لتلقي العلاج في مصر وإنقاذه من البتر. لم يكن يتوقع أن تصل رسالته، لكنه فوجئ باستجابة فورية من الرئيس المصري.
وقال الطفل عبدالله: "مكنتش مصدق إن الفيديو ممكن يوصل، لكن الرئيس استجاب، وتم ضمي ضمن الدفعة التي خرجت من غزة عبر معبر رفح للعلاج في مصر، واصطحبتني والدتي في رحلة العلاج".
رعاية طبية بمستشفيات العريش
أوضح "عبد الله" أن الطاقم الطبي بمستشفيات العريش استقبله على الفور، وبدأ علاجه دون تأخير، حيث تم توفير كافة سبل الرعاية الصحية، بدءًا من التشخيص الدقيق، مرورًا بعمليات دقيقة للحفاظ على القدم، وصولًا إلى مراحل إعادة التأهيل التدريجي.
وأضاف عبد الله: "الدكاترة كانوا في منتهى الحنية، واهتموا بحالتي بشكل كبير... حسيت إني في بلدي، وكل اللي حواليا بيحاولوا يساعدوني على الوقوف من جديد".
عبد الله: السيسي مثل الأب
واختتم عبد الله حديثه بكلمات مؤثرة وجهها إلى الرئيس السيسي، قائلاً: "أحب أشكر الرئيس من قلبي... هو ما أنقذنيش بس من البتر، أنقذ مستقبلي كله، وكان زي الأب اللي بيحاول يعمل المستحيل عشان ينقذ ابنه. حسيت باهتمامه في الاحتفالية، وبحبه للشعب الفلسطيني"
وأعرب عبد الله عن رغبته في استكمال العلاج والعودة إلى غزة، ليكون أحد أبناء وطنه الذين يواصلون الحياة رغم الألم، مشيرًا إلى أن وقف الحرب هو الأمل الأكبر الذي يتمناه كل طفل فلسطيني.

دعم إنساني متواصل من مصر
القصة التي رواها عبد الله لم تكن سوى نموذجًا من العشرات من الحالات التي تستقبلها مصر يوميًا، في إطار دعمها المتواصل لغزة وشعبها. وتؤكد هذه الجهود أن مصر لا تدخر وسعًا في تقديم المساعدات، سواء الطبية أو الإنسانية، لتخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين وسط عدوان مستمر يستهدف الأبرياء.
هذه المبادرات تنبع من دور مصر التاريخي كوسيط وداعم للسلام، وتسهم في تقديم نموذج يُحتذى به في الدبلوماسية الإنسانية، التي تجمع بين القرار السياسي والفعل الميداني المنقذ للحياة.