بين لهب النيران وخطر المجهول.. جروبات التواصل خط دفاع أول في حرائق برخيل

تعيش قرية برخيل، التابعة لمركز ومدينة البلينا جنوبي محافظة سوهاج، حالة من الهلع والخوف، جراء سلسلة من الحرائق الغامضة التي اندلعت في عدد من المنازل والأحواش على مدار الأيام الماضية، دون وجود تفسير علمي أو سبب واضح حتى اللحظة، ما زاد من حيرة الأهالي وقلقهم على سلامة أرواحهم وممتلكاتهم.
وبحسب ما أفاد به عدد من أهالي القرية، فإن الحرائق تتكرر بشكل عشوائي ومفاجئ على مدار اليوم، وفي أوقات وأماكن مختلفة داخل نطاق القرية، دون أن تسبقها أي مؤشرات أو عوامل تقليدية قد تؤدي إلى الاشتعال، وهو ما زاد من الغموض حول طبيعة تلك الحرائق وأسبابها.
وأشار الأهالي إلى أنهم لجأوا مؤخرًا إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة إنذار مبكر، حيث دشنوا مجموعات على تطبيقي "واتس آب" و"تليجرام" بهدف تسريع تبادل المعلومات حول أماكن اشتعال النيران، لتسهيل عملية انتقال شباب القرية إلى مواقع الحريق لمحاولة السيطرة عليها قبل أن تمتد إلى المنازل المجاورة.
وأضاف عدد من السكان أن بعض الأهالي باتوا يراقبون من أسطح منازلهم، خاصة المرتفعة منها، لمتابعة وملاحظة الدخان فور تصاعده، نظرًا لكون هذه الطريقة توفر رؤية أوضح وتسهل تحديد مواقع الاشتعال بسرعة.
ووسط هذه الأحداث المتكررة، ناشد الأهالي الجهات المعنية والمسؤولين المختصين بسرعة التدخل لإجراء تحقيق علمي دقيق لكشف ملابسات هذه الظاهرة الغريبة، والوقوف على أسبابها الحقيقية، مؤكدين أن استمرار هذه الحرائق دون تفسير أو حلول قد يتسبب في كوارث لا تحمد عقباها.
ولا تزال قرية برخيل تعيش على وقع الترقب والقلق، في انتظار إجابات تطمئنهم وتعيد إليهم شعور الأمان داخل منازلهم التي باتت مهددة في كل لحظة.
وفي إطار جهودها المتواصلة لتعزيز التماسك المجتمعي وتقديم الدعم الدعوي والنفسي في الأوقات الاستثنائية، نفذت مديرية أوقاف سوهاج زيارة ميدانية إلى قرية برخيل التابعة لمركز البلينا جنوب المحافظة، التي شهدت مؤخرًا سلسلة من الحرائق الغامضة، تسببت في أضرار مادية بعدد من المنازل وأثارت قلقًا واسعًا بين الأهالي.
وترأس الوفد الدكتور محمد إسماعيل أبو سعدة، مدير المديرية، يرافقه عدد من قيادات الأوقاف، حيث تفقد الوفد عددًا من المساجد داخل القرية، واطلعوا على سير العمل الدعوي والتزام الأئمة والخطباء بأداء دورهم في التوعية، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها القرية.
تقديم كافة أوجه الدعم
وخلال جولته، أكد الدكتور أبو سعدة أن المسجد له دور محوري يتجاوز كونه مكانًا لأداء العبادات، ليكون مركزًا للطمأنينة النفسية والدعم المعنوي، خاصة في أوقات المحن.
وأضاف أن المديرية تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في قرية برخيل، بالتنسيق مع الجهات المعنية، بهدف تقديم كافة أوجه الدعم الممكنة.
وأوضح مدير أوقاف سوهاج أن هذه الزيارة تأتي ضمن خطة شاملة لوزارة الأوقاف، تهدف إلى تعزيز الرسالة المجتمعية للمسجد، وتفعيل دوره في خدمة المواطنين في مختلف المحافظات، خاصة في المناطق التي تواجه أزمات أو ظروفًا استثنائية.