واعظة بالأوقاف: متابعة الأبناء واجب أسري لحمايتهم من الانحراف والمخدرات|خاص

أكدت الدكتورة ميرفت عزت، الواعظة بوزارة الأوقاف، أهمية المتابعة المستمرة للأبناء، لاسيما في مرحلة الشباب، والعمل على تقويم سلوكهم إذا ظهرت بوادر انحراف، بما يسهم في إعداد نماذج مشرفة تساهم في خدمة الوطن وتقدمه.
وفي تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، شددت الدكتورة ميرفت عزت على أن تربية النشء تربية سليمة تُعلي من شأن الحلال وتُحذر من الحرام، ضرورة لا غنى عنها، موضحة أن دور الأسرة محوري في تحصين الأبناء من السلوكيات المنحرفة، وعلى رأسها تعاطي المخدرات، وذلك من خلال التذكير الدائم بالقيم الدينية والتنشئة الأخلاقية الصحيحة.
وأضافت واعظة الأوقاف: "يجب أن يكون الأبسرة على دراية كاملة بحياة أبنائها، وخاصة فيما يتعلق باختيار الصحبة، فالصديق الصالح له أثر كبير في تشكيل السلوك، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل".
وأوضحت واعظة الأوقاف أن التنشئة الدينية السليمة تمثل صمام الأمان الأول في حياة الأبناء، فهي التي تغرس في نفوسهم القيم العليا وتُربي ضمائرهم على مراقبة الله في السر والعلن، مما يحصنهم من الوقوع في مستنقعات الانحراف، ويمنحهم القدرة على التمييز بين الحق والباطل.
التوجيه الديني
وأضافت أن غياب التوجيه الديني داخل الأسرة قد يترك فراغًا كبيرًا في وجدان الشباب، وهو ما يسهل ملؤه من قبل رفاق السوء أو التيارات المنحرفة، مشيرة إلى أن غرس العقيدة الصحيحة، وربط السلوك بالثواب والعقاب، وتوضيح مفهوم الحلال والحرام منذ الصغر، كلها عوامل تبني شخصية سوية، قادرة على مواجهة .
وأوضحت الدكتورة ميرفت عزت، أن الشريعة الإسلامية جاءت لحماية الإنسان في دينه ونفسه وعقله وماله وعرضه، فجعلت من حفظ العقل أحد الكليات الخمس الكبرى التي يقوم عليها الدين، ولذلك حذرت النصوص الشرعية تحذيرًا شديدًا من تعاطي المخدرات والمسكرات لما لها من أثر مدمر على الإنسان والمجتمع.
المخدرات تهدم العقل
وقالت: المخدرات تهدم العقل، وتُضعف الوعي، وتدفع الإنسان إلى ارتكاب الجرائم دون وعي أو إدراك، مشيرة إلى أن الإسلام عدّ كل ما يُذهب العقل ويغيبه من الخبائث المحرمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام".
توعية الآباء
ونبَّهت الدكتورة ميرفت عزت إلى ضرورة توعية الأبوين، خاصة في الأسر البسيطة ومحدودة الدخل، بخطورة المخدرات والمسكرات، باعتبارها من أبرز أسباب تدمير مستقبل الأبناء، مشيرة إلى أن بعض الأسر قد تنشغل بتوفير لقمة العيش، وتغفل عن متابعة سلوك أبنائها، وهو ما يفتح الباب أمام رفاق السوء لاستدراجهم نحو الإدمان والانحراف. وأكدت أن الوقاية تبدأ من داخل البيت، من خلال الحوار، وبناء الثقة، والمتابعة الواعية، إلى جانب الحرص على شغل أوقات الفراغ لدى الأبناء بأنشطة هادفة مثل الرياضة، والالتحاق بمراكز الشباب، والمشاركة في البرامج الثقافية والدينية، مما يزرع فيهم روح الانتماء، ويبعدهم عن الانزلاق في مسارات الهروب والتدمير الذاتي.
وأضافت: "العقل الفارغ بيئة خصبة للانحراف، والأسرة الواعية هي التي تبادر بملء هذا الفراغ بما ينفع الأبناء ويُعزز قيمهم ويقوي انتماءهم لوطنهم ودينهم".
عبرة ورسالة
وقالت واعظة الأوقاف: من المهم أن نُعرّف أبناءنا بالحلال والحرام من خلال حكايات واقعية أو خيالية، تظهر عواقب السلوكيات الخاطئة، وتُبرز مكافأة من يسلك الطريق المستقيم، مشيرة إلى أن الطفل يتأثر بالقصص أكثر من الأوامر المباشرة، خاصة إذا جاءت في إطار مشوق يحمل عبرة ورسالة.
القصص الدينية
كما دعت واعظة الأوقاف الأسر إلى تخصيص وقت للحوار مع الأبناء، واستخدام القصص الدينية والتربوية وسيلة للتوعية، كقصص الأنبياء والصالحين، وقصص من الواقع، مؤكدة أن التقرب من الطفل بهذه الطريقة يعزز ثقته بأسرته، ويجعله أكثر استعدادًا لتقبل النصح والتوجيه.