دبلوماسي سابق يكشف أبعاد تصريحات ترامب حول غزة ويعلن عن السيناريوهات المتوقعة
اتهمت منظمات حقوقية إسرائيلية بارزة حكومة بنيامين نتنياهو بارتكاب جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، في وقت دعت فيه حركة حماس إلى تصعيد التظاهرات أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية، وتحديد الثالث من أغسطس يومًا لنُصرة غزة، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يدرس اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بسبب تصاعد العدوان.
إدخال المساعدات إلى القطاع
وفي هذا السياق، أوضح السفير فوزي العشماوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الضغط الشعبي والدبلوماسي المتواصل، خصوصًا من الجانب المصري، أجبر إسرائيل على إدخال المساعدات إلى القطاع أو حتى إسقاطها جوًّا، رغم محاولات تل أبيب التهرب من مسؤولياتها تجاه ما يجري من جرائم إنسانية.
وأشار العشماوي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج حضرة المواطن، والمذاع عبر قناة قناة الحدث اليوم، مع الإعلامي سيد علي، إلى أن مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متذبذبة، إذ يرفع سقف تصريحاته لأغراض تفاوضية ثم يتراجع عنها، وهو نهج يعكس تفكيره البراغماتي والتجاري، لافتًا إلى وجود تنسيق واضح بينه وبين حكومة نتنياهو، في ظل سعي الطرفين لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الشعب الفلسطيني.
مشهدًا من حرب إبادة جماعية
ونوه الدبلوماسي السابق إلى أن ما يحدث في غزة يمثل "مشهدًا من حرب إبادة جماعية مكتملة الأركان"، وأن المجتمع الدولي لم يعد قادرًا على تجاهل حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة، مستشهدًا بردود أفعال بدأت تتبلور على مستوى بعض الدول الأوروبية، مثل هولندا التي منعت دخول شخصيات إسرائيلية بارزة وهددت بإعادة النظر في اتفاقيات التعاون مع إسرائيل.
وشدد العشماوي على أن المقاومة الفلسطينية ما زالت تلحق خسائر جسيمة بصفوف جيش الاحتلال، رغم القصف والتجويع، مشيدًا بتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ورفض مصر القاطع لمحاولات التهجير، قائلًا إن "الموقف المصري ثابت، والقوات المسلحة المصرية تقف بالمرصاد لأي محاولة للمساس بالأمن القومي أو العبث بالحقوق الفلسطينية".
المؤتمر الأخير في نيويورك
كما أشار إلى أن المؤتمر الأخير في نيويورك لم يأخذ حظه من التغطية الإعلامية العربية، رغم ما تضمنه من مواقف دولية مهمة وضغوط حقيقية تتراكم عالميًا، سواء في الجامعات أو الملاعب أو عبر الفنانين والشخصيات العامة، مؤكدًا أن "هذه التراكمات قد تخلق حراكًا شبيهًا بما حدث في أمريكا خلال حرب فيتنام".
وفي ختام حديثه، عبّر العشماوي عن تفاؤله بأن هذه الضغوط الشعبية والسياسية والدبلوماسية ستؤدي في النهاية إلى وقف العدوان، وإجبار إسرائيل والولايات المتحدة على احترام القانون الدولي، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، مشيدًا بمواقف الرئيس المصري الأخيرة التي ركزت على المساعدات وتبادل الأسرى وإعادة الإعمار.
