بريطانيا: الاعتراف بدولة فلسطين خطوة مستحقة.. ورفض حل الدولتين خطأ استراتيجي

أوضح ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني أن بلاده تنظر إلى إعلان بلفور، الذي وقعه اللورد آرثر بلفور عندما كان وزيرًا للخارجية، باعتباره مساهمة تاريخية ساعدت في تأسيس وطن قومي لليهود، وهو ما تفتخر به المملكة المتحدة، إلا أنه أشار إلى أن الإعلان ذاته تضمن وعدًا بعدم المساس بالحقوق المدنية والدينية  للشعب الفلسطيني، وهو بند لم يُحترم، مما شكل ما وصفه بـ"ظلم تاريخي مستمر حتى يومنا هذا".

حماس ليست الشعب الفلسطيني

ونوه الوزير خلال مؤتمر حل الدولتين إلى أن المجتمع الدولي، بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، تبنى مرارًا مبدأ "حل الدولتين" باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم، مستشهدًا بعدد من القرارات الأممية، مثل 181، و242، و446، و1515، و2334، مؤكدًا أن هذه الأرقام ليست مجرد نصوص على الورق، بل يجب أن تعكس قناعة راسخة بإقامة دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب بسلام.

رفض نتنياهو حل الدولتين خطأ أخلاقي

وأشار الوزير البريطاني إلى أن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن الهجوم الذي نفذته في السابع من أكتوبر لا ينبغي أن يُكافأ، بل يجب أن تطلق سراح الأسرى وتوافق فورًا على وقف إطلاق النار، وأن تبتعد عن أي دور مستقبلي في حكم قطاع غزة، وتلتزم بنزع سلاحها.

في المقابل، أوضح الوزير أن دعم أمن إسرائيل لا يتعارض مطلقًا مع دعم إقامة دولة فلسطينية، بل إن الاثنين متكاملان، وأن رفض الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو لحل الدولتين هو موقف "خاطئ من الناحية الأخلاقية والاستراتيجية"، ويضر بالمصالح الإسرائيلية، كما يمنع أي تقدم نحو سلام عادل ودائم.

بريطانيا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر.. ما لم تتحرك إسرائيل

ونوه الوزير إلى أن حكومة بريطانيا تنوي الاعتراف بدولة فلسطين عندما تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال سبتمبر المقبل، ما لم تبادر الحكومة الإسرائيلية إلى إنهاء الوضع المأساوي في غزة، وتوقف حملتها العسكرية، وتلتزم بسلام دائم على أساس حل الدولتين.

وأكد أن الاعتراف البريطاني بفلسطين لن يكون مشروطًا بمواقف الآخرين، مشددًا على أنه لن يغير الواقع على الأرض وحده، لكن بلاده ستتخذ خطوات فورية لتعزيز الأوضاع، منها إسقاط المساعدات من الجو بالتعاون مع الأردن، ونقل الأطفال المصابين للعلاج في مستشفيات بريطانية، والضغط من أجل استئناف المساعدات الإنسانية بقيادة الأمم المتحدة.

"حل الدولتين هو الرؤية الوحيدة الواقعية لمستقبل المنطقة"

أشار الوزير إلى أن أي وقف دائم لإطلاق النار في غزة يجب أن يُستتبع بتقدم عاجل على صعيدي الحكم والأمن، ولهذا تعمل بريطانيا مع شركائها الدوليين على بلورة خطة طويلة الأجل تشمل مفاوضات سياسية جادة تؤدي إلى تطبيق حل الدولتين.