ألمانيا تعلن خطة إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية إلى غزة ابتداءً من الغد

أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن على إسرائيل تحمل مسؤوليتها في تحسين الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، مشددًا على أهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار لإنهاء المعاناة المتفاقمة.
وفي تصريح لافت خلال مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أعلن ميرتس عن اعتزام بلاده تنفيذ عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة بدءًا من يوم غد، في إطار الجهود الألمانية المتصاعدة لمواجهة الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.
ميررتس: الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة للمرحلة النهائية لحل الدولتين
وأوضح ميرتس أن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية يجب أن يكون جزءًا من المرحلة النهائية لتنفيذ حل الدولتين، معتبرًا أن اتخاذ هذه الخطوة في الوقت الراهن ليس مناسبًا، وقد يعرقل جهود التوصل إلى تسوية دائمة.
كما عبّر عن رفض بلاده القاطع لأي موجات نزوح جديدة للفلسطينيين، محذرًا في الوقت ذاته من مخاطر ضم أراضٍ من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، وهو ما من شأنه أن يجهض فرص تحقيق السلام في المنطقة.
إطلاق جسر جوي إنساني لغزة
وفي خطوة جديدة تعكس تصاعد الاهتمام الألماني بالأزمة، أعلنت الحكومة في برلين اليوم الاثنين عن إطلاق جسر جوي إنساني لتوفير الإغاثة العاجلة لسكان غزة، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية.
كما أبدت الحكومة الألمانية استعدادها للنظر في اتخاذ إجراءات إضافية للضغط على الحكومة الإسرائيلية، دون أن تكشف عن طبيعة هذه الخطوات المحتملة.
وفي وقت سابق ، أجرى ميرتس اتصالًا هاتفيًا مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أوضح خلاله أن الحكومة الألمانية قد تلجأ إلى تصعيد الضغط السياسي إذا لم يتم إحراز تقدم حقيقي في مجال الاستجابة الإنسانية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان كورنيليوس، إن برلين لا تمانع من حيث المبدأ في اتخاذ تدابير جديدة، وهو ما سيكون محل نقاش خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني المقرر عقده ظهر اليوم.
وخلال المكالمة الهاتفية، شدد ميرتس على ضرورة تحسين الظروف المعيشية لسكان غزة، داعيًا إلى تحرك فوري لوقف إطلاق النار، ومؤكدًا أن إيصال المساعدات الإنسانية يجب أن يتم على وجه السرعة، محذرًا من استمرار الوضع الكارثي الذي يهدد حياة المدنيين.
وأشار كورنيليوس إلى أن المستشار الألماني عبّر عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني "الكارثي" في قطاع غزة، مطالبًا بتحويل التصريحات الإسرائيلية الأخيرة إلى خطوات ملموسة على الأرض.
وكانت ألمانيا قد انضمت، يوم الجمعة الماضي، إلى فرنسا وبريطانيا في بيان مشترك يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى الإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة "حماس".
في المقابل، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن "تعليق تكتيكي" لعملياتها العسكرية يوميًا في ثلاث مناطق داخل قطاع غزة، تشمل المواصي ودير البلح ومدينة غزة، كما فتحت ممرات إنسانية جديدة استجابة للضغوط الدولية المتزايدة وتحذيرات منظمات الإغاثة من خطر المجاعة.
وفي تطور داخلي، وجّه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير انتقادًا لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، قائلاً: "أرسلوا القنابل لا المساعدات إلى غزة"، في إشارة إلى رفضه لأي تنازلات إنسانية، وهو ما يعكس الانقسامات المتصاعدة داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلية بشأن كيفية إدارة الحرب في القطاع.