خبير استراتيجي: العالم يتخلى ومصر تساند، وموقف القاهرة من غزة يكتب بماء الذهب

أوضح الدكتور سعيد عكاشة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الموقف المصري من أزمة قطاع غزة، خصوصًا ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية، اتسم منذ البداية بالوضوح والثبات، مؤكدًا أن مصر لم تُغلق معبر رفح مطلقًا من جانبها، بل حرصت على إيصال المساعدات للفلسطينيين دون أي تدخل إسرائيلي.
تصريحات ترامب حول مجاعة غزة تعكس حالة من التناقض
وأشار عكاشة، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول وجود مجاعة في غزة تعكس حالة من التناقض، إذ سبق وأن قال إنها "سوء تغذية فقط"، وهو ما يؤكد غياب موقف أمريكي واضح، مقارنة بالموقف المصري الذي أكد منذ اللحظة الأولى أن القضية تتجاوز الغذاء، وتركز على رفض التهجير القسري للفلسطينيين.
مصر شددت على ضرورة أن يتم توزيع المساعدات عبر ممثلين فلسطينيين
ونوه الخبير الاستراتيجي إلى أن مصر شددت مرارًا على ضرورة أن يتم توزيع المساعدات عبر ممثلين فلسطينيين، وليس من خلال الجانب الإسرائيلي، لأن تسليم المساعدات للاحتلال يمثل اعترافًا ضمنيًا بشرعيته في هذا الدور، وهو ما ترفضه القاهرة تمامًا.
وأضاف عكاشة أن هناك أدلة واضحة تم تداولها، تظهر قيام قوات إسرائيلية بدفن المساعدات الغذائية، ما يكشف عن نوايا غير إنسانية بحرمان أهالي غزة من حقوقهم الأساسية، مشددًا على أن مصر تعاملت مع هذا الملف بشكل استراتيجي وإنساني، حرصًا على عدم شرعنة وجود الاحتلال أو التورط في أي مسارات تمهد لفرض سياسات التهجير أو فرض الأمر الواقع داخل القطاع.
كلمة الرئيس السيسي بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة
ومن جانبه، أكد الكاتب الصحفي جمال رائف، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة جاءت في توقيت بالغ الدقة، مشيرا إلى أن الدولة المصرية عازمة على مواصلة دورها السياسي والإنساني تجاه القضية الفلسطينية، رغم كل ما تواجهه من حملات تشكيك ومحاولات للنيل من هذا الدور الشريف.
مصر ثابتة على مواقفها
وقال رائف، خلال مداخلة عبر قناة “إكسترا نيوز” إن الرئيس السيسي، أكد تمسك مصر بثوابتها تجاه القضية الفلسطينية، وعلى رأسها دعم خيار حل الدولتين، ووقف إطلاق النار، وإنهاء معاناة الفلسطينيين، لافتا إلى أن الكلمة تضمنت رسائل سياسية وإنسانية متكاملة، تؤكد أن مصر لا تزال تقود جهود التهدئة والتفاوض رغم تعقيدات المشهد الإقليمي والإحباطات المتكررة على الساحة الدولية.