ليس حرامًا في ذاته.. مظهر شاهين يوضح الضوابط الشرعية العامة للتمثيل المباح
هل التمثيل حرام؟، من الأسئلة المهمة التي تُثار كثيرًا، وتحتاج إلى تفصيل وتأصيل شرعي دقيق، وبين الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم أن التمثيل ليس حرامًا في ذاته، وإنما الحكم عليه يتوقف على مضمونه ووسائله وغاياته.
الحكم الشرعي في التمثيل
وقال مظهر شاهين في توضيح الحكم الشرعي للتمثيل:
1. التمثيل كفنّ تمثيلي أو وسيلة إبداعية ليس محرمًا بذاته، بل هو وسيلة مثل غيره (كالخطابة، والرسم، والكتابة)، يُحكم عليه بحسب ما يُستخدم فيه. وقد استخدمه بعض الدعاة والمربين والباحثين في تقديم القيم والقصص والمواعظ بشكل مؤثر وجذاب.
2. التمثيل الذي يُقدَّم بقيم أخلاقية وتعليمية جائز شرعًا، بل قد يُستحب أحيانًا إن كان يخدم قضايا الدعوة، أو القيم الإسلامية، أو التاريخ النافع، أو يزرع الأخلاق في النفوس.
ومنه الأعمال التي تتحدث عن سيرة النبي ﷺ أو الصحابة أو القصص القرآني، مع مراعاة الضوابط.
3. التمثيل المحرَّم: يُحرَّم التمثيل إذا:
• احتوى على كشف للعورات أو اختلاط محرم.
• اشتمل على ألفاظ بذيئة أو سخرية من الدين أو الرموز.
• تضمّن كذبًا صريحًا أو تشويهًا للحقائق.
• أظهر المنكرات أو شجّع على الرذائل.
• جسّد الأنبياء أو الصحابة بشكل مهين أو مخالف لأدب الشريعة (خلاف فقهي معتبر في هذا الباب).
4. رأي العلماء والمؤسسات الرسمية
• كثير من العلماء المعاصرين أجازوا التمثيل بضوابط، ومنهم الشيخ يوسف القرضاوي، والشيخ محمد الغزالي.
• هيئة كبار العلماء في بعض البلاد الإسلامية أجازت الأعمال التمثيلية بضوابط.
• الأزهر الشريف لا يُحرّم التمثيل جملةً، بل يشجّع على الدراما الهادفة التي تُعزز القيم وتُواجه التطرف.
الضوابط الشرعية العامة للتمثيل المباح:
1. أن يكون في محتواه ما هو نافع أو مباح.
2. أن يخلو من المحرمات الشرعية (عري، خمر، موسيقى فاجرة، اختلاط فاحش…).
3. أن لا يُقدِّم أفكارًا منحرفة أو تطعن في الإسلام.
4. أن يحترم القيم والآداب العامة.
5. أن يكون القصد منه نافعًا (كالتربية، التعليم، الدعوة، الإصلاح).
وشدد: التمثيل كوسيلة ليس حرامًا في ذاته، وإنما يُباح أو يُمنع بحسب مضمونه وغايته، فإن كان نافعًا منضبطًا بالضوابط الشرعية فهو جائز، وإن احتوى على محرمات صار ممنوعًا. وكما يُقال: الوسائل لها حكم المقاصد.
