كم باقي على المولد النبوي 2025؟.. اعرف النسب الشريف وهل احتفل به النبي

يكثر البحث عن موعد المولد النبوي الشريف، حيث مع اقتراب الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم يتساءل المسلمون عن حكم الاحتفال به وهل ولد النبي يوم الاثنين 12 من ربيع الأول أم أن التاريخ غير صحيح.

كم يومًا على المولد النبوي الشريف 2025؟
يحين المولد النبوي الشريف في شهر ربيع الأول فهو شهر المولد النبوي من كل عام، ويوافق يوم 12 منه، وبحسب الحسابات الفلكية فإن يوم الخميس 4 سبتمبر المقبل هو موعد المولد النبوي لهذا العام، فيما تظل الحسابات الشرعية هي المعلنة برؤية دار الإفتاء المصرية لهلال شهر ربيع الأول 1447، فقد يوافق الخميس أو الجمعة.
وتبدأ ليلة مولد النبي 2025 من مساء يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025 وحتى غروب شمس يوم الخميس 4 سبتمبر 2025 في حال توافقت الرؤية الشرعية مع الحسابات الفلكية، ويتبقى نحو 37 يومًا على المولد النبوي إذا وافق الجمعة.
موعد إجازة المولد النبوي 2025
أما عن موعد إجازة المولد النبوي 2025 فهي الخميس 4 سبتمبر 2025 بحسب ما سيعلنه مجلس الوزراء، حيث تعتبر إجازة المولد النبوي من الإجازات الرسمية في مصر 2025.
النسب النبوي الشريف
ذكر البخاري نسب النبي صلى الله عليه وسلم، حتى عدنان الجد الأكبر للنبي صلى الله عليه وسلم وهو النسب المتفق عليه، فقال: «هو أبو القاسم، محمَّد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصَيِّ، بن كلاب، بن مُرَّةَ، بن كعب، بن لُؤَيِّ، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النَّضر، بن كِنانة، بن خُزيمة، بن مُدْرِكة، بن إلياس، بن مضر، بن نِزارِ، بن مَعَدِّ، بن عدنان».
أول من صام يوم الاثنين فرحًا بميلاد النبي عليه السلام
تقول الإفتاء إن أول من صام يوم الاثنين فرحًا بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه؛ فقد سُئِل عن صوم يوم الاثنين، فقال: «ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فِيهِ» رواه الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه. وهذا إيذانٌ بمشروعية الاحتفال به صلى الله عليه وآله وسلم بصوم يوم مولده.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
بحسب فتوى دار الإفتاء فإن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيمُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان.
وأوضحت الفتوى أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي يُقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.
واستدلت الفتوى على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالكتاب والسنة واتفاق علماء الأمة، فمن القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وذَكِّرهم بأَيامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، ومِن أيام الله تعالى: أيامُ نصره لأنبيائه وأوليائه، وأيام مواليدهم، وأعظمُها قدرًا مولدُ الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم. وقوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 58]. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الرحمةُ العظمى إلى الخلق كلهم. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "فضلُ الله: العلمُ، ورحمتُه: مُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلم".
كما استدلت بالحديث الشريف على مشروعية الاحتفال، بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سُئِل عن صوم يوم الاثنين، فقال: "ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه"، وهذا إيذانٌ بمشروعية الاحتفال به صلى الله عليه وآله وسلم بصوم يوم مولده.
حكم عمل المولد النبوي
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن شهر المولد النبوي الشريف هو تاج الشهور في كل الأعوام، «وأن يوم مولده صلى ﷲ عليه وآله وسلّم عيدٌ للإسلام» كما قاله العلامةُ ابنُ الجزَرِيِّ الإمام، مُقرِئُ ممالكِ الإسلامِ، وأن ليلةَ المولدِ عظيمةُ القدر، إذ هي أفضل من ليلة القدر، كما بيَّنه العلامةُ ابن مرزوقٍ عظم الله له الأجر، وقرّره من واحد وعشرين وجهًا في كتاب صنَّفه لهذا الأمر، ولذلك «فأفضل الليالي على الإطلاق ليلة المولد الشريف؛ لما ترتب على ظهوره صلى ﷲ عليه وآله وسلّم فيها من النفع العميم والخير العظيم» كما نص على ذلك البرهان الباجوري شيخُ الإسلام وعلّامةُ الأنام.
وتابع: فكلما هبت نسائم يوم الميلاد، قام أهل المحبة والوداد، على قدم الاتباع والسداد، وساق الجد والاجتهاد، يحتفلون بهذا اليوم المشهود في كل البلاد، امتثالا لأمر رب العباد، حيث قال في كتابه ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ فكان لهم خير هاد، وسارع أهل الاستعداد للاستمداد، فهم يعلمون أن من خواصِّ عملِ المولدِ المذكورِ «الأمانَ التام في ذلك العامِ، وبُشْرى بتعجيلِ نيلِ ما يُبتغى ويرامُ، ولو لم يكن في ذلك إلَّا إرغامُ الشيطانِ، وسرورُ أهلِ الإيمانِ، لكفى».
أعلمـت أنك يا ربيـعُ الأولُ * تاجٌ على هــام الزمـان مُـكَلَّلُ مُستعذَبُ الإلمام مرتقَبُ اللِّقَا * كلُّ الفضائل حين تُقبِلُ تُقْبِلُ
مـا عـدتَ إلا كنتَ عـيدًا ثالثا * بل أنت أحلى في القلوب وأجمل شـرفًا بمـولد مـصطفًى لمـا بـدا * أخفى الأهلةَ نورُه المتهللُ
فضَلَ الشهورَ عُلًا وفاخرَها فإن * فخرَتْ بأطولها فأنت الأطولُ
وشكر النعمة واجبٌ على المخلوق لمولاه، وأعظمُ نعمِ الله على خلقه: رحمتُه ومَجْلَاه، القائلُ: «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ»، والاحتفال بمولده شكرٌ لله على أعظم هداياه، قال العارف أبو العباس المرسي، قُدِّس سرُّه العلي: «الأنبياء لأممهم عطية، ونبينا لنا هدية، والعطية للمحتاجين، والهدية للمحبوبين».
وقد سئل الإمام الألمعي، أبو زرعة العراقي، عن عمل المولد النبوي، وعن مدى استحبابه، وهل ورد فيه شيء عمن يُقتدَى به، فأجاب رحمه ﷲ، ونفعنا بعلمه وتقواه: «اتخاذ الوليمة وإطعام الطعام مستحب في كل وقت، فكيف إذا انضم إلى ذلك الفرح والسرور بظهور نور النبوَّة في هذا الشهر الشريف ولا نعلم غير ذلك عن السلف ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروهًا فكم من بدعة مستحبة بل واجبة».
وقال الإمام الرباني، شهاب الدين القسطلاني: «فرحم الله امرأً اتخذ لياليَ شهر مولده المبارك أعيادا، ليڪون أشدَّ علةً على من في قلبه مرض وأعيا داء».
فالاحتفال بذكرى مولده من أفضل الأعمال وأعظم مظاهر الإحسان؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب لخير إنسان، ومحبة النبي أصل من أصول الإيمان.
فالفرح بالمولد المبارك للنبي الصادق الأمين، هو سمة المحبين الصادقين، وديدن عباد الله الطائعين، الذين لامتثال أوامره مسارعين، وإلى نسمات حبيبه مشتاقين، عملًا بقول الله تعالى في كتابه المبين: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }.

عادة المصريين في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
درج المصريون عبر العصور على جعل يوم مولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم عيدًا، وبدأ الاحتفال به بصورة عامة ورسمية منذ عام (973هـ)، وتوالت احتفالات المصريين به بعد ذلك؛ حتى عُرفوا بحبهم للاحتفالات الدينية؛ لأن الله تعالى لَمَّا وهبهم صدق المحبة والاتباع؛ أنعم عليهم بمعرفة قدر هذا المولد الجليل الذي امتنَّ اللهُ به على الخلق أجمعين، فصاروا كل عام يجددون فيه الفرح والسرور برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وخصَّصوا لأجْله المنح المالية؛ كما في "تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي" للعلامة حسن السندوبي، وقرَّروا أن يكون اليومُ الموافقُ ليوم مولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم عطلةً من العطلات الرسمية السنوية؛ كما في "التراتيب الإدارية" للعلامة عبد الحي الكتاني، وكما نقل الحفاظ والمؤرخون هذا الحدث العظيم ضمن عادات الدولة الرسمية التي يقوم عليها كبراؤها وقادتها؛ كالحافظ ابن حجر العسقلاني [ت: 852هـ] في "إنباء الغمر بأنباء العمر"، وجمال الدين ابن تغري بردي [ت: 874هـ] في "النجوم الزاهرة" في جملة حوادث الأعوام، ولا فرق في ذلك كله بين مسلم وغيره، بل هو توسعة على المجتمع كله وفسحة؛ أسوةً بمن هو أجودُ بالخير مِن الريح المرسلة صلى الله عليه وآله وسلم في كل نَفَس وَلَمْحَة: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]؛ فقد تأثرت الشخصية المصرية بفحوى الأوامر الشرعية، حتى اعتادت تحويلها إلى قيم حضارية، وممارسات سلوكية، فمارست العبادات قولًا وفعلًا، وعاشت الدين شرعًا وطبعًا؛ إذ هداها حُبُّ النبي الأمين، وحُبُّ آل بيته الطيبين الطاهرين؛ صلى الله عليه وآله وسلم في كل وقت وحين، إلى صراط الله المستقيم، ومِنهاجه القويم، حالًا ومآلًا؛ فصدق عليهم قول الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾ [الشورى: 52-53].