رشا الجندي: العنف بين الإخوة نابع من الغيرة والفضول وليس الشر

تُعد مرحلة استقبال مولود جديد من اللحظات الفارقة في حياة الأسرة، لكنها قد تثير تحديات نفسية خاصة مع الطفل الأكبر، الذي قد يظهر تصرفات عنيفة أو رفضية تجاه شقيقه الصغير.
وفي هذا السياق، تحدثت الدكتورة رشا الجندي، مدرس الصحة النفسية بجامعة بني سويف، عن طبيعة هذه التصرفات وأسبابها، مؤكدة أنها غالبًا تعكس مشاعر الغيرة والفضول، وليست دلالة على سوء نية أو تصرفات شريرة من الطفل الأكبر.
مشاعر الغيرة ليست مرتبطة بالعمر
أكدت الجندي خلال استضافتها في برنامج "ست ستات" المذاع عبر قناة DMC،أن الغيرة بين الإخوة أمر طبيعي جدًا، ولا علاقة لها بالعمر، فهي طبيعة بشرية قد تظهر بطرق مختلفة، خاصةً عند الأطفال. وقالت: "الطفل الأكبر أحيانًا بيحس إن في حد تاني دخل عالمه، بياخد اهتمام mamته ووقتها، وده ممكن يخليه يتصرف بعنف أو رفض ناحية الطفل الجديد."
تصرفات عنيفة بدافع الاستكشاف
أشارت الدكتورة رشا إلى أن الطفل الأكبر لا يكون مدفوعًا دائمًا بالشر، بل في كثير من الأحيان يكون فضوله هو المحرك. وعلقت قائلة:
"في أطفال تقول: أنا مش عاوزة شيليه، مش عاوزه ترجعيه، وأوقات تلاقيه بيضربه أو ياخد المخدة، وده ساعات بيكون عايز يشوف لما يخبطه هيبقى عامل إزاي، لأنه لسه مش فاهم ده بني آدم، هو شايفه كأنه لعبة."
دور الأم في التوجيه لا التوبيخ
وجهت الجندي نصيحة هامة للأمهات بضرورة التحكم في ردود أفعالهن، موضحة أن التوبيخ المفرط أو الصراخ على الطفل الأكبر يزيد المشكلة سوءًا. وقالت:
"لازم نكلم الطفل بهدوء، ونفهمه، ونراعي إن تصرفه ناتج عن مشاعر مش مفهومة بالنسبة له. الأم لازم تكون مستعدة نفسيًا وجسديًا للأمومة، لأنها مش سهلة خالص."
الحل ..إشراك الطفل الأكبر في رعاية الأصغر
ودعت الجندي الأمهات إلى إشراك الطفل الأكبر في تربية المولود الجديد، كأن تقول له "ده جاي عشان تلعبوا سوا" أو تطلب منه مساعدتها في إحضار الحفاضات أو اللعب، لتشعره أنه ما زال مهمًا ومحبوبًا، وأن وجود المولود الجديد لا ينتقص من مكانته.
رسالة ختامية للأمهات
واختتمت د. رشا الجندي حديثها برسالة للأمهات قائلة:
"متجبوش أطفال غير لما تكونوا مستعدين نفسيًا، لأن الطفل محتاج رعاية واهتمام على مدار اليوم، وكل تصرف ليه تفسير، وإحنا دورنا كأمهات نفهمه مش نحاسبه على مشاعر مش عارف يعبر عنها."