عاجل

ذكرى صيام المسلمين الأولى في كشمير.. قصة الفتح السلمي على يد الغزنويين

ذكرى دخول الإسلام
ذكرى دخول الإسلام إلى كشمير

التاريخ ملئ بالقصص والروايات التي تؤكد عظمة الدين الإسلامي وعزة المسلمين، ويوافق 16 رمضان 409 هـ / 26 يناير 1019م ذكرى دخول الإسلام إلى كشمير وصيام أهلها لأول مرة بعد دخول الإسلام إلى هذه المنطقة الواقعة بين الهند وباكستان.

ووفقاً للمصادر التاريخية تعود جذور ذكرى صيام المسلمين لأول مرة في كشمير، إلى جهود الدولة الغزناوية في نشر الإسلام بالمنطقة، بعد أن أسلم حاكمها على يد السلطان محمود الغزناوي.

بداية تأسيس الدولة الغزناوية

سبكتكين، هو رجل من مدينة غزنة الأفغانية، أسس الدولة الغزناوية، التي أصبحت قوة عسكرية وسياسية بارزة في المنطقة، وشملت أراضيها أجزاءً واسعة من أفغانستان، إيران، باكستان، وشمال الهند، وبعد وفاته تولى ابنه محمود الغزناوي الحكم، حيث خاض عدة حملات عسكرية ضد الهندوس في شبه القارة الهندية، ونجح في فتح شمال شبه القارة الهندية، بما في ذلك إقليم كشمير، حيث نشر الإسلام، وأزال الأصنام، وشيد المساجد.

محاولات فتح كشمير

لم يكن فتح كشمير بالأمر السهل، حاول السلطان محمود الغزناوي غزو كشمير مرتين، لكنه فشل بسبب الظروف الجغرافية القاسية، حيث حالت الأمطار الغزيرة والفيضانات دون تقدم جيشه، وفي المرة الثالثة، نجح في الوصول إلى حدود الولاية، حيث خرج إليه حاكمها الهندوسي ورحب به، وأعلن إسلامه طوعًا، ليصبح الإسلام الدين الرسمي للمنطقة دون قتال.

أول رمضان يصومه مسلمو كشمير

بعد دخول أهل كشمير الإسلام، شهد شهر رمضان عام 1019م (409 هـ) صيامهم لأول مرة.

وبعد الغزناويين، تعاقب على حكم كشمير عدة سلاطين مسلمين، وحافظت المنطقة على هويتها الإسلامية لمئات السنين. لكن بعد تقسيم الهند عام 1947، رفضت الحكومة الهندية تسليم كشمير ذات الأغلبية المسلمة إلى باكستان، مما أدى إلى نزاع مستمر بين البلدين.

أبرز المعالم الإسلامية في كشمير

المسجد الكبير (جامع مسجد كشميري)، يُعرف المسجد الكبير بلقب "غريب الطراز" نظرًا لتصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين الطراز الصيني والتقاليد الإسلامية. يقع المسجد في حي إسكندر بوره، وقد بدأ بناؤه عام 976 هـ واستغرق خمس سنوات ليكتمل، شيده السلطان إسكندر، أحد ملوك كشمير، وكان المهندس المسؤول عن التصميم والبناء “صدر الدين خراساني”، وهو مسلم من خراسان.

يتميز المسجد بأربع منارات مصممة على الطراز الصيني، وتحيط بالمنارة المواجهة للقبلة منارتان صغيرتان. يشغل المسجد مساحة واسعة، وتم إعادة بنائه على يد الملك المغولي المسلم أورنجزيب عام 1083 هـ.

مسجد بابري

مسجد بابري، شُيد عام 1524م في مدينة فيض أباد، نسبةً إلى الإمبراطور المغولي ظهير الدين بابر، مؤسس إمبراطورية المغول في الهند. 

في عام 1992م، تعرض المسجد لهجوم عنيف وتم هدمه وإحراقه، وأقيم على أنقاضه معبد هندوسي.

قصة الإمبراطور بابر

تُروى قصة عن الإمبراطور بابر، حيث قيل إنه أوصى ابنه نصر الدين همايون برسالة جاء فيها: "يا بُني، إن مملكة الهند تعج بالأديان المختلفة، وبفضل الله، مكننا من حكمها. لذا، تجنب التعصب الديني، والتزم بالعدل بين جميع الأديان. لا تذبح الأبقار، حتى تكسب محبة السكان، ولا تهدم معابد من يعيشون تحت حكمك. اتبع طريق العدل دائمًا."

تم نسخ الرابط