ذكرى وفاة«حبيبة الشماع».. محطات في قضية «فتاة الشروق» مع أوبرالتي أشعلت مصر

يحل يوم الرابع عشر من شهر رمضان من كل عام؛ ذكرى حادث "فتاة الشروق"، الذي راحت ضحيته "حبيبة الشماع" بعد معاناة دامت 21 ليلة في العناية عقب سقوطها من سيارة نقل ذكي على طريق التجمع، ظنًا أن السائق خطفها بعد غلق نوافذ السيارة، وقام برش مادة عطرية.   
فما جرى في القضية التي أشعلت منصات الميديا، وكشفت الوجه الخفي لسائقي النقل الذكي، وكيف بدأت الحادث، وبماذا انتهت القضية حتى الآن.

بداية حادث حبيبة الشماع

بين ليلة وضحاها، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورعبر “إنستجرام” دونت فيه الناشرة قصة تعرض نجلة عمها "حبيبة الشماع" لحادث دموي قائله :"أنا بكتب الـ post ده علشان أحكي ليكم اللي حصل لبنت عمي علشان أولًا عاوزاكم تدعولها ربنا يشفيها ويرجعها لينا بالسلامة.. حالتها لسه في خطر.. حبيبة فاقدة الوعي وعندها نزيف في المخ مش بيقف، ثانيًا خدوا بالكم من نفسكم ومن بناتكم الناس بقوا مؤذيين.. ربنا يبعد عنا شرور الناس، حبيبة ركبت Uber من مدينتي وكانت رايحة مصر الجديدة الساعة 6:50.. بعدها أصحاب حبيبة كلموها يشوفوها وصلت فين.. رد عليهم واحد قال لهم صاحبة التليفون ده وقعت من العربية.. قعدت تتشقلب لحد ما خبطت في الحاجز الأسمنتي اللي على طريق السويس.. ولما راح يسألها إيه اللي حصلك.. قالت سواق Uber كان عاوز يخطفني وجالها تشنجات وفقدت الوعي".

محاولة إنقاذ حبيبة الشماع

عمرو بلال، أخصائي تربية خاصة، الشاهد الوحيد على واقعة حبيبة الشماع، خرج عن صمته في فيديوعبر صفحته الشخصية سرد فيه قصة حبيبة، قائلاً إنه كان يستقل سيارة "سوزوكي" مع سائق ويصطحبون مجموعة من الأطفال ذوي الهمم بطريق السويس، وفوجئنا "ببنت بترمي نفسها من عربية على سرعة كبيرة.. حبيبة الشماع فتحت باب السيارة الخلفي الأيمن وقفزت "السواق سابها وكمل طريقه"، وحين التقي بالفتاة ردت عليه أوبر كان بيخطفني.. وأنا نطيت من العربية.. مؤكدًا أن حبيبة أصيبت بالتشنج 13 مرة قبل إيصالها للمستشفى وفتحت هاتفها قبل أن تصاب بحالة إغماء".

وفاة حبيبة الشماع 

نحو 21 ليلة ظلت "حبيبة الشماع" داخل غرفة العناية تكابد الموت نتيجة نزيف داخلي بالمخ، حتى فارقت الحياة في الرابع عشر مارس 2024، بعد معاناة في المستشفى.

تحقيقات النيابة فى الواقعة

استمعت النيابة لأقوال عثمان إبراهيم، الممثل القانوني لشركة "أوبر" الذي شهد بأن المتهم عميل للشركة (سائق) وقد تلقت الشركة العديد من الشكاوى ضده وتم غلق حسابه على تطبيق الشركة أكثر من مرة نتاج ذلك.

قدَّم ممثل الشركة سجل الشكاوى المقيدة ضد السائق عبر تطبيق أوبر، وهي شكاوى عديدة تنم في مجملها عن سوء سلوكه وحدة إسلوبه مع رواد التطبيق، وأن للسائق شكوى مُسجلة ضده من إحدى العميلات تشير إلى إتيانه أفعالًا تنطوي على التحرش بها جسدياً حال استقلالها السيارة برفقته، إذ ثبت من اطلاع النيابة العامة على الشكوى، أنها مُرسلة من إحدى العميلات تفيد شكواها لشركة أوبر من المتهم لقيامه أثناء الرحلة بملامسة يدها ومحاولة التقرب منها أكثر من مرة واستطالت يده إلى مناطق حساسة.

القبض على السائق

لم يمر سوي ساعات قليلة على الحادث، حتى تمكن رجال المباحث من القبض على السائق، وبمواجتهه أقر إنه حال قيامه بغلق نوافذ السيارة ورش معطر فوجئ بقيام المذكورة بالقفز من السيارة، فقام باستكمال سيره ولم يتوقف كونه يسيرعلى سرعة 100كم/ساعة، خشية تعرضه للإيذاء، مؤكدًا أنه على مداومة تعاطي جوهرالحشيش المخدر، حيث تناول جرعة قبل الحادث وبعده.

إحالة للجنايات وتحليل مخدرات يفضح السائق 

وأحالت النيابة العامة بإحالة المتهم بمحاولة خطف المجني عليها حبيبة الشماع، إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمعاقبته بتهم الشروع في خطفها بطريق الإكراه، وحيازته جوهر الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانونًا، وقيادته مركبة آلية حال كونه واقعًا تحت تأثير ذلك المخدر، وثبت من تقرير المعمل الكيميائي بمصلحة الطب الشرعي الخاصة، أن العينة المأخوذة من دماء السائق، أظهرت إيجابية تعاطي سائق أوبر للمواد المخدرة.

عقوبة رادعة 

ونظرت محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس، قضية "سائق أوبر" بجلسة 15 أبريل الماضي، حيث واجهت المحكمة المتهم في قفص الاتهام بالاتهامات المسندة عليه واستمعت إلى مرافعة النيابة العامة والتي طالبت بتطبيق عقوبة رادعة على الجاني،  وانتهت بمعاقبة السائق في نهاية الجلسة بالسجن المشدد 15 عاما.

الاستئناف ينقذ سائق أوبر من العقوبة الرادعة

وبجلسة 22 أغسطس الماضي، خففت محكمة مستأنف جنايات القاهرة، حُكمها على  قضية سائق "أوبر" المتهم بواقعة حبيبة الشماع "فتاة الشروق".
وتضمن منطوق الحكم الصادر من المحكمة، أولًا؛ براءة المتهم "م. ه" من تهمة خطف المجني عليها "حبيبة الشماع"، ثانيًا؛ معاقبته بالسجن 5 سنوات عن تهم حيازة وتعاطي المواد المخدرة، والقيادة تحت تأثير المخدرات، ثالثًا؛ تغريم المتهم 10 آلاف جنيه.