إيران تعلن إحباط مخطط لإسقاط النظام بقيادة رضا بهلوي

أعلنت وزارة الاستخبارات في إيران، اليوم الاثنين، أنها أحبطت مشروعاً معقداً تقف وراءه أجهزة استخبارات غربية وإسرائيلية، كان يستهدف زعزعة الاستقرار الداخلي في البلاد، وإسقاط النظام، وذلك خلال ما وصفته بـ"الحرب المركبة" التي استمرت 12 يوماً.
وذكرت الوزارة الإيرانية، في بيان رسمي، اليوم الاثنين، أن الأجهزة الأمنية نجحت في كشف وإفشال خطة لإنشاء "دولة في المنفى"، يتزعمها ولي العهد السابق الأمير رضا بهلوي، بمشاركة عدد من الشخصيات المعارضة المقيمة في الخارج، وبتمويل ودعم مباشر من جهاز الموساد الإسرائيلي.
وأشار البيان إلى أن الخطة كانت تتضمن محاولة مسلحة من أنصار التيار الملكي لإثارة الفوضى في العاصمة طهران، عبر تنفيذ هجمات متزامنة، بالتوازي مع استهداف محتمل لسجن "إيفين" الشهير.
مخطط إسقاط النظام الإيراني
وأوضح أن شبكات إعلامية مرتبطة بالمعارضة في الخارج لعبت دوراً في الحملة، حيث جرى تمويلها عبر العملات الرقمية المشفرة (تتر)، بهدف بث الشائعات وتحريض الرأي العام.
كما الاستخبارات الإيرانية اعتقال 53 عنصراً ينتمون إلى ما وصفته بـ"جماعة التبشير بالمسيحية الصهيونية"، مؤكدة أنهم تلقوا دعماً من كنائس أمريكية وإسرائيلية.
كما كشفت الاستخبارات الإيرانية عن اعتقال ثلاثة من قيادات تنظيم داعش، بالإضافة إلى 50 عنصراً آخرين، وضبط سترات ناسفة ومواد متفجرة، مشيرة إلى اكتشاف قاعدة تضم 300 عنصر أجنبي على الحدود الجنوبية الشرقية كانت تخطط لعمليات تخريب داخل البلاد.
وأكدت الوزارة أن ما شهدته البلاد خلال الأيام الماضية كان بمثابة "حرب هجينة" ذات أبعاد عسكرية وأمنية واستخباراتية ونفسية، مشيرة إلى أن إيران واجهت ما سمّته "ناتو استخبارياً غربياً" استهدف وحدة البلاد وسيادتها.
واختتم البيان بالتأكيد على أن الشعب الإيراني أظهر وعياً ووفاءً بدعمه لأجهزته الأمنية"، معتبراً ذلك عاملاً حاسماً في التصدي لما وصفها بالمؤامرات.
استدعاء 98 عنصراً متعاوناً مع قناة معارضة
في سياق متصل، أعلنت الوزارة عن توقيف واستدعاء 98 شخصاً من العناصر التي وصفتها بـ"العملياتية"، المرتبطة بما أسمته "شبكة إيران إنترناشونال الإرهابية" داخل البلاد.
وأوضحت أن هذه الإجراءات جاءت في إطار التصدي لمحاولات الشبكة الإخلال بالأمن القومي وزعزعة الاستقرار، مؤكدة أن المتابعة الأمنية مستمرة بحق جميع الجهات المرتبطة بما وصفتها بـ"الجهات المعادية"، والتي تعمل وفق توجيهات أجهزة استخباراتية غربية وإسرائيلية.
ورغم عدم كشف تفاصيل إضافية بشأن التهم أو أماكن الاعتقال، شددت الوزارة على أن الشبكة تلعب دوراً محورياً في "الحرب الإعلامية ضد إيران".
تفاصيل محاولة اغتيال وزير الخارجية عباس عراقجي
وفي وقت سابق، كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن تفاصيل محاولة اغتيال استهدفته خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل.
وقال عباس عراقجي، في تصريح لوكالة "مهر"، إن قنبلة استهدفت مقر إقامته، لكنها انفجرت في منزل مجاور، مضيفاً أن الأصدقاء تمكنوا من إلقاء القبض على المنفذين، بينما كانت طائرات مسيّرة تحلق في الأجواء طوال تلك الفترة.
وأوضح عراقجي أن المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران صادق على قرار يقضي بقبول وقف إطلاق النار في حال طلبه العدو دون شروط مسبقة، واصفاً القرار بـ"الذكي والحاسم"، مضيفاً أن جميع قرارات المجلس تخضع لموافقة المرشد الأعلى علي خامنئي قبل إعلانها رسمياً.
وأضاف: "عند الساعة الأولى من أحد الأيام، تلقينا بلاغاً يفيد بأن الكيان الصهيوني مستعد لوقف الهجمات اعتباراً من الساعة الرابعة صباحاً، عبر وساطات من عدة دول، موضحاً أنه تواصل مع قيادة الحرس الثوري وجهات أخرى، وتم الاتفاق على عدم إعلان رسمي للهدنة، والاكتفاء بعدم المبادرة بالهجوم في حال توقف الجانب الآخر.
خلل في التوقيت كاد يشعل الموقف
وأشار عراقجي إلى أن خطأً في التوقيت كاد أن يتسبب بتصعيد غير مقصود، قائلاً: "بعض الأصدقاء اعتقدوا أن التوقيت المقصود هو الرابعة صباحاً بتوقيت غرينتش، ما أدى إلى استمرار الهجمات حتى الساعة 7:30 صباحاً بتوقيت طهران، قبل أن يُحل الإشكال عبر اتصال مباشر".
إعدامات ومعطيات إقليمية
وفي تطور آخر، نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحق عنصرين من جماعة "مجاهدي خلق" المعارضة، في وقت تحدث فيه السفير الإسرائيلي لدى واشنطن عن دور صيني في دعم برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
وتأتي هذه التطورات بعد اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وسط حالة توتر إقليمي معقدة، وتصعيد في الجبهات الأمنية والإعلامية والعسكرية.