بعد تصريحات «الحية» وحصار السفارات.. لماذا تهاجم مصر في أزمة غزة؟ (خاص)

تواجه مصر حملة تضليل آثمة خاصة في ظل تفشي المجاعة داخل قطاع غزة، ومع استخدام البعض لحصار مقر السفارات المصرية في الخارج وغلقها بالجنازير وخروج تصريحات حمساوية من قبل خليل الحية أمس، يظل السؤال من أغلق معبر رفح؟ ولماذا تهاجم مصر دون الكيان المحتل؟
حملة تضليل خبيثة وممنهجة ضد مصر
الدكتور حمادة شعبان، مشرف وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، قال لـ «نيوز رووم»، إن مصر تواجه هذه الأيام حملة تضليل خبيثة وممنهجة، تستهدف مواقفها التاريخية والثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وتحاول تشويه دورها المحوري في دعم الأشقاء الفلسطينين في قطاع غزة، رغم كل ما تبذله من جهود مضنية ومستمرة لوقف العدوان الصهيوني الوحشي على القطاع.
وتابع: ههذه الحملة لا تخفى أهدافها، ولا من يقف خلفها، وتصب في مصلحة العدو الذي يرتكب جرائم إبادة جماعية دون رادع أو حساب.
إغلاق مصر لمعبر رفح
وبين أن ما يُروّج عبر منصات إعلامية مأجورة وتنظيمات متطرفة، حول "إغلاق مصر لمعبر رفح"، هو محض كذب وافتراء لا يستند إلى واقع ولا إلى شهادات ذات مصداقية يعرف أصحابها جغرافية المنطقة وطبيعة المعبر. المعبر من الجانب المصري مفتوح، والمساعدات تتكدس أمامه، لكن العائق الحقيقي – كما يعرف الجميع – هو الاحتلال الإسرائيلي، الذي أغلق جميع المعابر الستة المؤدية لغزة، ودمّر الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ثم يحاول أن يُلقي بالمسؤولية على مصر لتبرئة نفسه أمام العالم.
ونبه أن هذه الحملة القذرة التي تتسع يومًا بعد يوم، تُدار بطريقة خبيثة من ماكينة دعاية الاحتلال، وتروجها الماكينة الإعلامية لبعض التنظيمات الظلامية التي لا تزال وفية لنهجها التخريبي، ولا يهمها الدم الفلسطيني بقدر ما يهمها المتاجرة به في الطعن على مصر وتشويه دورها. منتهى الانحطاط أن ترى من يدّعون الدفاع عن فلسطين وهم يرددون الأكاذيب ذاتها التي يروج لها الاحتلال، وكأنهم يتحدثون بلسانه، ويخدمون مخططاته في تزييف الحقيقة.
معبر رفح مفتوح بالكامل من جانب مصر.. شهادات أجنبية تخرس الألسنة
شهادة النائبة في البرلمان الإيطالي التي بثتها قناة الجزيرة القطرية جاءت لتفند هذه الأكاذيب، إذ أكدت أن الجانب المصري من معبر رفح مفتوح بالكامل، في حين رفضت سلطات الاحتلال حتى السماح لهم بالوصول إلى الجانب الفلسطيني، ناهيك عن تمرير المساعدات. فأين من يصرخون باتهام مصر من هذه الشهادة؟ وأين ضمائرهم أمام جريمة الحصار والتجويع الممنهج الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد أكثر من مليونَي فلسطيني؟
وأشار إلى أن الغريب – والمثير للاشمئزاز – أن من يروجون لهذه الرواية الكاذبة يعرفون الحقيقة تمامًا، لكنهم اختاروا الاصطفاف في معسكر العدو، سواء عن قصد أو من باب الحقد الأعمى على مصر ودورها الذي بات يفضح عجزهم، ويكشف كم هم صغار أمام المواقف الكبيرة التي تقدمها الدولة المصرية، شعبًا وقيادة.
ما يحدث الآن ليس مجرد حملة إعلامية
وشدد على أن ما يحدث الآن ليس مجرد حملة إعلامية، بل مشاركة فعلية في جريمة حرب، حين يُسوَّق الكذب على أنه حقيقة، ويُحمَّل الضحية مسؤولية ما يرتكبه الجلاد. ومصر، رغم الضغوط الدولية والمحاولات الخبيثة لتشويه صورتها، تواصل العمل بلا توقف من أجل وقف شلال الدم في غزة، وتحقيق تهدئة حقيقية تحمي الشعب الفلسطيني من الإبادة.
واختتم بأنه في النهاية، ستسقط الأقنعة، وتنكشف الوجوه التي باعت نفسها لأعداء الأمة، وسيرى العالم – دون مواربة – من الذي وقف مع غزة، ومن استثمر في مأساتها. وستبقى مصر، كما كانت دومًا، بوابة النجاة، لا شريكًا في الجريمة كما يزعم الأفاكون.