عاجل

النصب والاحتيال باسم الحب.. ما الحكم الشرعي لـ تطبيقات المواعدة؟

تطبيقات المواعدة
تطبيقات المواعدة

مع كثرة رواج وانتشار "تطبيقات المواعدة"، يتساءل الكثيرون عن حكم استخدامها في البحث عن شريكة الحياة.

حكم تطبيقات المواعدة

يقول الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء إن تطبيقات المواعدة ما هي إلَّا مساحة للرذائل والفُسُوق، ومُسَمَّى ما يقال فيها "الحصول على زواج" هو مِن السُّمِّ في العَسَل.

وتابع من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:  «إذا كان الكلامُ والتعاملُ بين الرجال والنساء لا مانع منه شرعًا من حيث الأصل العام، إلَّا أنَّه مقيَّد بكونه في حدود الآداب العامة والتعاليم الإسلامية، قال تعالى: ﴿فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلقَولِ فَيَطمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولًا مَّعرُوفًا﴾ [الأحزاب: 32]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيطَٰنِ وَمَن يَتَّبِع خُطُوَٰتِ ٱلشَّيطَٰنِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِٱلفَحشَآءِ وَٱلمُنكَرِ ﴾ [النور: 21]». 

وأوضح أمين الفتوى أنه في حَجَّة الوداع لما سألت المرأةُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عن أمور الحج، وكان معه ابن عمه الفضل بن العباس لَوَى النبيُّ عُنُقَه ليصرفه عن النظر إليها، وقَالَ: "رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنِ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا".

وشدد على عدة ضوابط منها تَجنُّب الخَلْوة والمحادثات غير الضرورية التي قد تُؤدِّي إلى الفتنة أو الوقوع في المحرمات هو مِن سلامة القَلْب وعلامات الإيمان.

كذلك أَمْن بياناتك وخصوصيتك في عالم الفضاء المفتوح أمرٌ لا يستهان به، ولعل ما حَدَث في تطبيق «Tea» الشهير خيرُ مثالٍ على ذلك. 

الاحتيال باسم الحب

فيما كشفت تقارير إحصائية أجراها مركز مكافحة الاحتيال التابع للشرطة البريطانية، أن عمليات الاحتيال بواسطة التطبيقات والمواقع، التي أُجريت بـ"اسم الحب"، ازدادت العام الماضي، في إطار تحذير للبريطانيين بعدم الانجراف وتصديق كل الحسابات التي تستخدم تطبيقات ومواقع المواعدة، كوسيلة للتواصل بهدف الارتباط.

وأشارت الإحصائيات إلى أن خسائر البريطانيين من عمليات الاحتيال باسم الحب، العام الماضي بلغت نحو 50 مليون جنيه إسترليني، بزيادة 27 بالمئة مقارنة بـ2017.

وأظهرت الإحصاءات أن الخسائر الناتجة عن هذه الممارسات في 2018 بلغت نحو 11 ألف و145 جنيها إسترليني في المتوسط لكل ضحية، بعدما تظاهر محتالون بأنهم مرتبطين عاطفيا بالضحايا"، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وتنوعت الخدع التي مارسها المحتالون بين طلب إرسال أموال أو جمع بيانات شخصية ساعدتهم على سرقة هويات الضحايا، ثم استغلالها.

وقالت الشرطة إن "الضحايا غالبا ما يتم استهدافهم عبر مواقع وتطبيقات المواعدة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويستخدم المحتالون حسابات مزيفة على تلك المواقع والتطبيقات لإقامة علاقة مع الضحايا".

وقالت رئيسة وحدة مكافحة الجرائم الاقتصادية بشرطة لندن، كارن باكستر، إنه "بارتفاع معدل جرائم الاحتيال باسم الحب كل عام، ترتفع الخسائر المالية والمعنوية للضحايا".

وأضافت: "ربما الأكثر ضررا هي الأضرار العاطفية للضحايا الذين يقعون فريسة للاحتيال باسم الحب".

ووصل عدد بلاغات الاحتيال باسم الحب الواردة إلى مركز مكافحة الاحتيال 4 آلاف و555 بلاغا.

ويُرجح أن حجم الخسائر الفعلية يتجاوز هذا المستوى بكثير لأسباب عديدة، بينها أن بعض الضحايا لا يتقدمون ببلاغات.

وبلغ متوسط عمر ضحايا الاحتيال باسم الحب حوالي 50 سنة، و63 بالمئة منهم نساء. وأفادت الإحصاءات بأن خسائر النساء تبلغ ضعف خسائر الرجال.

ويُنصح رواد مواقع وتطبيقات المواعدة بألا يصدقوا كل ما يُقال لهم، وألا يصدروا أحكاما ويمنحون ثقتهم على أساس الظاهر خلال الحديث مع مستخدمين آخرين لتلك التطبيقات. 

تم نسخ الرابط