إسرائيل تتخلي عن فكرة المدينة الإنسانية في رفح.. ما الخطط البديلة؟

جمّدت إسرائيل خطط إقامة ما يسمى بـ“المدينة الإنسانية” في رفح الفلسطينية، والتي كانت معدّة لاحتواء مئات الآلاف من الفلسطينيين، كخطوة أولى لبدء تهجيرهم من قطاع غزة، بحسب ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن مصدر إسرائيلي.
وقال المصدر إنه لا يوجد قرار بالمضي قدمًا في تنفيذ الخطة، كما لا توجد خطة بديلة.
الخطة البديلة
إلا أن القناة 12 الإسرائيلية كانت قد ذكرت في وقت سابق أنه تم إعداد خطة بديلة لـ”المدينة الإنسانية”، تقضي بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة.
وبحسب القناة، فإن الخطة التي قدمها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تتضمن السيطرة على مساحة أكبر بكثير من أراضي غزة، والاستعداد بشكل أوسع حول المحاور.
وأكدت المصادر أن “خطة السيطرة على غزة” تحظى بقبول واسع بين الوزراء الإسرائيليين، وأنها ستُطبَّق في حال فشل مفاوضات غزة، أو عدم التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن إنهاء الحرب بعد فترة الستين يومًا.
وعلى الرغم من انسحاب وفد التفاوض الإسرائيلي من محادثات الدوحة، إلا أن المحادثات لم تنهَر تمامًا، إذ يجري العمل على عقد جولة جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة.
مشاهد المجاعة تتسبب في ضرر بالغ لإسرائيل
وفي سياق متصل، قال مصدر لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إن مشاهد المجاعة في غزة تسببت بضرر بالغ لصورة إسرائيل الدولية، مشيرًا إلى أن إدخال المساعدات جاء للحد من الانتقادات المتزايدة تجاه الأوضاع الكارثية في القطاع.
وعن الإعلان المفاجئ لإدخال المساعدات، قال المصدر: “المشكلة أن قراراتنا تُتخذ في اللحظة الأخيرة، وبشكل مرتجل، بدلًا من التحضير المسبق وتجنّب الأزمات”.
وكانت إسرائيل قد توقفت عن إدخال المساعدات إلى القطاع منذ مارس الماضي، لأسباب سياسية تتعلق بخشية نتنياهو من تفكك الائتلاف الحاكم، نتيجة تهديد بعض الوزراء بإسقاط الحكومة.
وفي أوائل أبريل، كشفت “يديعوت أحرونوت” عن مناشدات متكررة من قِبل الجيش للمستوى السياسي من أجل إعادة فتح الممرات الإنسانية لتفادي كارثة، لكن وزراء الحكومة رفضوا، بل إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تعهّد بعدم السماح بدخول “حبة قمح واحدة” إلى غزة.
وقد شهد القطاع أمس “هدنة إنسانية” أعلنتها إسرائيل من جانب واحد، ولا تلزم “حماس” بأي شيء، وتهدف إلى تشجيع السكان على التنقل لجمع المساعدات، سواء عبر الإسقاط الجوي أو النقل البري.
وقال مصدر أمني لصحيفة “يديعوت أحرونوت”: “الهدنات الإنسانية تُطبَّق فقط في المناطق الخالية من القتال، ولم نفتح محاور بيت حانون أمام سكان غزة، بل سُمِح لهم بالتنقل فقط في المناطق الهادئة لتلقّي العلاج أو المساعدات”.
وأضاف: “هذه مجرد خطوة إعلامية تهدف إلى إقناع العالم بعدم وجود مجاعة. سبق أن استخدمنا مثل هذه الهدنات مع بداية الحرب”.
ومن المتوقع أن تستمر هذه الهدنات لأسبوع على الأقل، لكنها قد تتوقف في حال وقوع تطورات ميدانية مفاجئة.