الجيش الأردني يعلن إنزال جوي لمساعدات إنسانية لغزة بمشاركة الإمارات

أعلنت القوات المسلحة الأردنية، اليوم الأحد، تنفيذ ثلاث عمليات إنزال جوي لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية إلى قطاع غزة، بمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في إحدى هذه العمليات.
وجاء في البيان الرسمي أن طائرات نقل عسكرية من طراز C130 تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني وسلاح الجو الإماراتي نفذت الإنزالات الثلاثة، محمّلةً بـ 25 طناً من المواد الغذائية والاحتياجات الإنسانية العاجلة.
تقديم الدعم والمساندة
وأوضح الجيش الأردني أن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة متواصلة من الجهود التي تبذلها المملكة، بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبالتعاون مع دول شقيقة وصديقة وشركاء من منظمات إنسانية، لتقديم الدعم والمساندة لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة، والمساهمة في التخفيف من معاناتهم المتفاقمة نتيجة الحرب.
وأكد البيان أن الإنزالات الجوية تمثل وسيلة سريعة وفعّالة لإيصال المساعدات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها براً، لكنها تُعد مكملة وليست بديلاً عن القوافل البرية، التي تظل الأداة الأساسية والأكثر جدوى لضمان تدفق المساعدات بشكل منتظم ومستدام.
القوافل البرية
وفي السياق ذاته، تواصل القوات المسلحة الأردنية إرسال القوافل البرية إلى غزة بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبرنامج الغذاء العالمي، والمطبخ المركزي العالمي، حيث بلغ عدد القوافل التي تم تسييرها منذ بدء العدوان 181 قافلة، تضمنت 7932 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية.
ومنذ بداية الحرب، بلغ إجمالي الإنزالات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية 127 إنزالاً، إلى جانب 267 إنزالاً إضافياً تم تنفيذها بالتعاون مع عدد من الدول الحليفة والشريكة.
دخول المساعدات الإنسانية المصرية إلى غزة
في وقت سابق قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يُعد تحولًا مهمًا جاء نتيجة جهود مصرية مكثفة خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، أوضح فهمي أن التحرك المصري لم يقتصر على البعد الإنساني، بل امتد ليشمل مسارات سياسية ودبلوماسية متزامنة، تستهدف الوصول إلى تهدئة شاملة واستئناف المفاوضات.
وأكد فهمي أن القاهرة اتبعت نهجًا مدروسًا ومسؤولًا في تعاملها مع التصعيد الإسرائيلي، ما ساهم في الضغط على تل أبيب ودفعها إلى التراجع عن بعض الإجراءات التعسفية والسماح بإدخال المساعدات، تحت وطأة ضغوط مصرية حازمة.
مقاربة مصرية شاملة
وأشار إلى أن الدور المصري يتوزع على ثلاثة مسارات رئيسية، أولها إنساني يتمثل في تيسير وصول المساعدات وتخفيف المعاناة عن سكان غزة، وثانيها سياسي يركز على إعادة إحياء مسار التهدئة، وثالثها دولي يتمحور حول التنسيق مع القوى الفاعلة مثل فرنسا والسعودية، في إطار مبادرة المؤتمر الدولي لدعم "حل الدولتين".
وأضاف أن هذه الأدوار تؤكد أن مصر تواصل القيام بدور محوري في إدارة الأزمة، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، وقدرتها على التأثير في مسار الأحداث، وتحريك ملفات عالقة منذ وقت طويل.
هدن مؤقتة وفرص للتهدئة
وفي تعليقه على إعلان إسرائيل عن "هدن إنسانية" في مناطق معينة من القطاع، قال فهمي إن تلك الخطوات لا ترقى إلى مستوى وقف إطلاق نار شامل، بل تندرج ضمن إجراءات مؤقتة ذات طابع إنساني، الهدف منها تخفيف الضغط الدولي والداخلي.
لكنه أشار إلى أن نجاح هذه الهدن في توفير الحد الأدنى من الإغاثة الإنسانية يمكن أن يشكل أرضية لبحث تهدئة موسعة قد تصل إلى 60 يومًا، ما يمنح فرصة لإعادة فتح قنوات التفاوض.
واختتم فهمي بالإشارة إلى أن مصر تتعامل مع المرحلة الحالية بكثير من الحذر والمرونة، وتسعى إلى استثمار أي نافذة ممكنة لتحقيق مكاسب إنسانية وسياسية، قد تمهد الطريق لاستقرار نسبي في القطاع.