سفير فلسطيني: آلة الإعلام الصهيوني تحمل مصر زورًا مسئولية تجويع غزة |خاص

قال السفير الدكتور ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، إن بعض الأصوات من المعارضة أو الأحزاب سواء داخل الوطن العربي أو في الجاليات بالخارج، تصر على تحميل مصر مسئولية ما يحدث في قطاع غزة، في حين أن الواقع السياسي الميداني يثبت عكس ذلك تمامًا.
وأكد الدكتور ممدوح جبر في حديث خاص لموقع نيوز رووم أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعبت دورًا فاعلًا منذ السابع من أكتوبر حتى الآن في دعم القضية الفلسطينية، وكانت واضحة في تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الحصار والدمار والإغلاق المفروض على غزة، موضحًا أن تحميل مصر عبء هذه الكارثة الإنسانية هو فكرة خاطئة، نظرًا للاتفاقيات الدولية القائمة بينها وبين إسرائيل، والتي تفرض تنسيقًا مشتركًا حتى في ما يتعلق بفتح معبر رفح.
وأضاف جبر أن الجانب المصري من المعبر يمكن فتحه لكن في المقابل هناك طرف إسرائيلي يجب أن يوافق على مرور الشاحنات والمساعدات، وبالتالي لا يمكن اتهام النظام المصري بالصمت أو التواطؤ، بل إن الأزمة هي إغلاق سياسي مفروض نتيجة تعقيدات المفاوضات والتحركات العسكرية، مشيرًا إلى أن بعض الأحزاب تسعى إلى توجيه الغضب الشعبي نحو مصر أو الأردن أو بعض الدول العربية، دون إدراك دقيق لحقيقة الموقف.
السفير ممدوح جبر: إسرائيل وأمريكا هما الطرفان الأساسيان المسؤولان عن الكارثة في غزة
وشدد جبر على أن إسرائيل وأمريكا هما الطرفان الأساسيان المسؤولان عن الكارثة في غزة، بينما تحاول الآلة الإعلامية الصهيونية تصوير الأمر وكأن مصر هي المقصر الوحيد، في محاولة لاحتكار السردية الرسمية، خصوصًا في عواصم مثل مدريد وباريس ولندن وواشنطن.
وأشار إلى أن مصر لا يمكن أن تُتهم بأنها جزء من المشكلة، بل هي شريكة في المواجهة وداعمة للثبات الفلسطيني، مضيفًا: "لو كانت مصر متآمرة لفتحت المعبر وأقامت مناطق لجوء في شمال سيناء، وهو ما كان سيشكل تهديدًا جغرافيًا وأمنيًا لمصر".
ولفت جبر إلى أن التظاهرات التي تُنظم أمام السفارات المصرية في بعض العواصم قد تحمل رسائل ضغط سياسية أكثر من كونها تعبيرًا عن تضامن حقيقي مع غزة، داعيًا إلى أن تُوجه الضغوط نحو الطرف الإسرائيلي الذي يمنع إدخال المساعدات.
وأوضح أن الاتفاقيات الدولية التي وقعتها مصر مع إسرائيل تُلزمها باحترام محددات معينة، وهي تلتزم بذلك على المستوى الدبلوماسي، في حين أن إسرائيل هي التي تنتهك هذه الاتفاقيات باستمرار.
وحمل السفير الفلسطيني جماعة الإخوان وبعض المعارضة المسؤولية عن تشويه الموقف المصري عبر استغلال مأساة غزة لخدمة أجندات سياسية، مؤكدًا أن هذه الجهات تحاول دائمًا ركوب الموجة وتسييس المطالب الإنسانية في الداخل والخارج.
السفير ممدوح جبر: مصر استضافت من 100 ألف فلسطيني على أراضيها
واعتبر أن ما يروج عبر بعض المنصات في وسائل التواصل الاجتماعي يمثل هجومًا مباشرًا على الشعب المصري وقيادته، رغم أن مصر تستضيف أكثر من 100 ألف فلسطيني على أراضيها، فضلًا عن آلاف الجرحى الذين يتلقون الرعاية الصحية، مضيفًا أن مصر تقوم بدورها الدبلوماسي والسياسي والإنساني على مدار الساعة، خصوصًا منذ قمة القاهرة في مارس الماضي.
واختتم السفير الدكتور ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، بالدعوة إلى توجيه الجهود نحو كسر الحصار الإسرائيلي والأمريكي، وعدم الانجرار خلف خطابات كاذبة وفوضوية أثبتت فشلها في السابق، مؤكدُا أن الشعب الفلسطيني دخل فعليًا في المرحلة الخامسة من المجاعة، ما ينذر بالموت الجماعي، مطالبًا بتضافر الجهود لإنقاذ غزة من كارثة إنسانية، بعيدًا عن المزايدات السياسية من الآخرين التي لا تخدم إلا الاحتلال.