عاجل

ما سر تراجع الرئيس ترامب عن شن هجوم ضد إيلون ماسك؟

ماسك وترامب
ماسك وترامب

شهدت العلاقة بين الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب ورجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك تحوّلًا لافتًا في الآونة الأخيرة، بعد أن بدت في طريقها إلى التصعيد إثر توترات متصاعدة بين الطرفين. لكن ترامب سرعان ما تراجع عن لهجته الهجومية تجاه ماسك، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لتجنّب تداعيات اقتصادية وسياسية قد تضر بالولايات المتحدة.

ووفقًا لما أكده عدد من الخبراء في الشأن الأمريكي في تصريحات صحفية فإن تراجع ترامب لم يكن محض صدفة، بل جاء مدفوعًا بجملة من المخاوف، في مقدمتها التأثير المحتمل لأي خطوات انتقامية من ماسك على الاقتصاد الأمريكي، في ظل امتلاكه استثمارات ضخمة في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا والطاقة والفضاء.

استثمارات تهدد الاقتصاد

أوضح الخبراء أن ترامب غيّر موقفه بعدما تبيّن له أن المساس برجل بحجم ماسك، في ظل إمكانية توجهه باستثماراته إلى خارج الولايات المتحدة، يشكّل تهديدًا مباشرًا للاقتصاد الوطني، وقد يؤدي إلى نتائج كارثية لا تصبّ في مصلحة أي طرف داخل منظومة المال والأعمال الأمريكية.

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن ترامب قوله: "يقول الجميع إنني سأدمّر شركات إيلون عبر سحب الدعم الحكومي، لكن هذا غير صحيح، أريد لشركاته أن تزدهر، كما أريد الازدهار لجميع الشركات في بلدنا".

الصين تراقب وتتحرك

أشار الخبراء أيضًا إلى أن مؤسسات سياسية واقتصادية أمريكية أبدت قلقها من استغلال الصين لعلاقتها المتنامية مع ماسك كورقة ضغط ضد واشنطن.

وأفادوا بأن بكين تعتبر ماسك رصيدًا يمكن توظيفه في ملفات اقتصادية وعسكرية وتقنية، بما يؤثر على ميزان القوة في المواجهة المحتدمة مع الولايات المتحدة.

تقدير الضرر قبل التصعيد

وفي هذا الإطار، رأى المحلل السياسي أحمد محارم أن تصريحات ترامب لا يمكن دائمًا أخذها بجدية كاملة نظرًا لطبيعته الشخصية، لكنه أدرك في نهاية المطاف أن الاصطدام بشخصية نافذة مثل ماسك لن يكون في صالحه، لا سياسيًا ولا اقتصاديًا.

وأوضح محارم أن العلاقة بين ترامب وماسك مرت سابقًا بمحطات تعاون وثيقة، لكن الخلاف الأخير هدد بانفجار قد تكون كلفته باهظة على الطرفين، خصوصًا أن ماسك يتمتع بشبكة علاقات قوية مع أوساط المال والإعلام والنفوذ داخل الولايات المتحدة وخارجها.

تهدئة محسوبة

وبحسب محارم، فإن ماسك تعامل بدهاء مع تصعيد ترامب، محافظًا على خطاب متزن، وهو ما ساعد في تهدئة الأجواء ودفع ترامب إلى خفض نبرة العداء، إدراكًا منه أن وجود ماسك كخصم يمكن التفاهم معه أفضل من مواجهته كعدو مفتوح.

وأضاف: "حتى في حال توقف الدعم الحكومي، فإن ماسك قادر على فتح أبواب استثمار بديلة حول العالم، لذا فإن التهدئة كانت خطوة ذكية من ترامب تحفظ مصالحه وتمنع حدوث أزمة كبرى".

مخاوف من انقسام سياسي

من جانبه، أكد الخبير في الشأن الأمريكي نبيه واصف أن التراجع السريع من قبل ترامب جاء نتيجة ضغوط من محيطه السياسي والاقتصادي، بعدما تنبّه مستشاروه إلى حجم الضرر الذي قد ينجم عن توتير العلاقة مع ماسك.

وأشار إلى أن تقارير استخباراتية وأخرى من داخل الحزب الجمهوري أظهرت أن أي تصعيد ضد ماسك قد يُستغل خارجيًا، خصوصًا من جانب الصين، بما يفتح جبهة تهديد داخلي جديدة غير محسوبة.

خيار سياسي بديل

ونوّه واصف إلى أن ماسك كان بصدد اتخاذ خطوات سياسية من شأنها قلب التوازن القائم بين الحزبين الرئيسيين في أمريكا، من خلال التلويح بتشكيل حزب ثالث، ما شكل عامل ضغط إضافي دفع ترامب إلى مراجعة مواقفه.

وختم بالقول: "ماسك أدرك أهمية كبح التوتر، وترامب فهم الرسالة، فكان التراجع خطوة ضرورية لحماية مصالح الطرفين، وحماية الاستقرار السياسي والاقتصادي الأمريكي بشكل عام".

تم نسخ الرابط