هل تتخلص بريطانيا من إرث بلفور وتعترف بالدولة الفلسطينية؟

في خطوة قد تعيد رسم ملامح الموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية، أعلنت فرنسا أنها ستعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو إعلان وصفه مراقبون بـ"التاريخي"، في ظل تحفظ أمريكي ورفض إسرائيلي شديد.
التحرك الفرنسي، الذي قاده الرئيس إيمانويل ماكرون، لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة نقاشات داخلية وضغوط دولية تصاعدت مؤخرًا في ظل انسداد الأفق السياسي في الشرق الأوسط.
وكتب ماكرون على حساباته الرسمية: "وفاءً لمبادئ العدالة والسلام، قررنا الاعتراف بدولة فلسطين"، في إعلان حظي بترحيب فلسطيني واسع وانتقادات من واشنطن وتل أبيب.

بريطانيا تواجه إرث بلفور
في المقابل، تشهد لندن نقاشًا محتدمًا داخل أروقة الحكومة الجديدة برئاسة كير ستارمر، حيث كشف تقرير لوكالة بلومبرج أن عددًا من الوزراء يطالبون باتخاذ موقف مشابه للخطوة الفرنسية، مؤكدين أن الوقت قد حان لتصحيح مسار تاريخي لطالما ارتبط بوعد بلفور.
وتجد بريطانيا نفسها أمام ضغوط متزايدة من المجتمع الدولي ومن الرأي العام الداخلي، وسط تساؤلات حول مدى استعدادها لفك ارتباطها بالموقف الأمريكي، والسير على خطى فرنسا في الاعتراف بفلسطين بشكل أحادي.
المعادلة الجيوسياسية تتغير
لم يتوقف الموقف الفرنسي عند الاعتراف، بل تضمن أيضًا مبادرة لعقد مؤتمر دولي مشترك مع المملكة العربية السعودية لإحياء حل الدولتين"، بمشاركة قادة دوليين. ورغم تأجيله بسبب تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، فإن الاجتماع التحضيري المرتقب في نيويورك نهاية يوليو قد يمهد لعودة الزخم السياسي الدولي تجاه الحل السلمي.
رفض أمريكي إسرائيلي بالدولة الفلسطينية
جاء رد الفعل الإسرائيلي جاء سريعًا، حيث وصف رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطوة الفرنسية بأنها تطور خطير يهدد الأمن الإقليمي"، فيما زعم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن واشنطن تعتبر الاعتراف غير التفاوضي "انتهاكًا لمسار السلام"، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تدعم هذه الخطوة.
نائب الرئيس الفلسطيني: دعم أوروبي متأخر لكنه مهم
على الجانب الفلسطيني، اعتبر نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ أن إعلان فرنسا اعترافها يشكل "قفزة سياسية مهمة" ويعكس تبدلاً في المزاج الدولي.
وأكد نائب الرئيس الفلسطيني أن هذه الخطوة يجب أن تكون حافزًا لدول أخرى، وخص بالذكر بريطانيا التي قال إن مسؤوليتها الأخلاقية والتاريخية تتطلب موقفًا واضحًا اليوم أكثر من أي وقت مضى.