خبير اقتصادي: القمة الأوروبية الصينية تمثل منعطفاً حاسماً لبناء توازن جديد

في ظل احتفالات الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي ،عقدت القمة السنوية بين الجانبين في العاصمة الصينية بكين، وسط تأكيدات على تعزيز الشراكة الاستراتيجية رغم التحديات الجيوسياسية العالمية.
وأكد الباحث السياسي نادر رونج هوان في مداخلة هاتفية "النيل للاخبار " أن القمة تمثل منعطفاً حاسماً لبناء توازن جديد في العلاقات الدولية، خاصة مع تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة.
وأوضح ان هذا العام يصادف مرور نصف قرن على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، العلاقات شهدت تحولات كبرى، لكن الأساس ظل قوياً الشراكة الاقتصادية والتعددية القطبية.
وأضاف أن الجانبين نجحا في تجاوز التناقضات الجيوسياسية بفضل سياسة الحوار المباشر وإدارة الخلافات، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين الطرفين تجاوز 800 مليار دولار في 2023، مما يجعل الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول للصين.
الصين وأوروبا في مواجهة التحديات
عند سؤاله عن دور القمة في بناء تحالفات جديدة في ظل التوتر مع واشنطن، أجاب رونج هوان: الصين والاتحاد الأوروبي يمثلان قوتين اقتصاديتين تدعمان النظام التجاري متعدد الأطراف، التحديات المشتركة، مثل الأمن الغذائي والتحول الرقمي، تتطلب تعاوناً أوثق.
وحذر من أن نجاح هذا التعاون يعتمد على موقف الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى الانقسامات الداخلية بين دول أوروبا بين مؤيد لسياسة الاستقلال عن الولايات المتحدة ومعارض لها.
وكشف الباحث السياسي عن أبرز نتائج القمة: إطلاق حوار استراتيجي حول الأمن التكنولوجي، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والرقمنة،تعزيز التعاون في الطاقة النظيفة، مع توقيع مذكرة تفاهم لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في أفريقيا وآسيا،بالاضافة خلافات حول دعم الصناعات المحلية، حيث انتقد الجانب الأوروبي الإغراق الصيني في قطاع السيارات الكهربائية.
هل تنجح الصين في كسر العزلة الغربية؟
رداً على سؤال حول ما إذا كانت القمة مجرد محاولة لتهدئة التوترات، أكد رونج هوان أن الصين "تقدمت بجدول أعمال
واضح:بكين مستعدة لتعميق التعاون، لكن الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي، القرار الأوروبي سيحدد ما إذا كنا سنشهد تحولاً من التنافس إلى الشراكة.
واختتم رونج هوان تصريحاته بتفاؤل حذر: العالم يحتاج إلى تعددية قطبية،الصين وأوروبا قادرتان على قيادة هذه المرحلة، شرط أن تتفوق المصالح المشتركة على الخلافات المؤقتة.