أهمية انتخابات مجلس الشيوخ والفرق بين النظم الانتخابية يكشفها خبير |فيديو

في ضوء الإعلان الرسمي عن موعد انتخابات مجلس الشيوخ، والتي من المقرر أن تبدأ بالتصويت للمصريين في الخارج يومي 1 و2 أغسطس المقبل، بينما يدلي المصريون في الداخل بأصواتهم يومي 4 و5 أغسطس، يتزايد الاهتمام الشعبي والإعلامي بدور المجلس وطريقة انتخابه،  وفي هذا الصدد،أشار الدكتور عبد الناصر قنديل، خبير النظم الانتخابية، الي  تفاصيل العملية الانتخابية ودور مجلس الشيوخ وطريقة توزيع المقاعد بين النظامين الفردي والقوائم. 

مجلس الشيوخ: الغرفة الثانية غير التشريعية 

وأوضح قنديل في مداخلة هاتفية لقناة "الاولى المصرية "أن مجلس الشيوخ يمثل الغرفة الثانية في البرلمان المصري، لكنه ليس غرفة تشريعية، بل هيئة استشارية تقدم الرأي والمشورة لمجلس النواب ولرئيس الجمهورية في القضايا التي تُحال إليها.

 وأكد أن رأي المجلس ليس ملزماً، لكنه يحظى باهتمام كبير، مشيراً إلى أن بعض التشريعات في الفصل التشريعي السابق تم سحبها وتعديلها بعد تحفظات مجلس الشيوخ. 

توزيع المقاعد: الثلث بالتعيين والثلثان بالانتخاب 

يتكون مجلس الشيوخ من 300 عضو، يعين رئيس الجمهورية ثلثهم (100 عضو)، بينما يُنتخب الثلثان (200 عضو) عن طريق الشعب. وفسّر قنديل سبب التعيين بأنه يضمن وجود كفاءات متخصصة قد لا تظهر عبر الانتخابات المباشرة، مثل خبراء الطاقة النووية أو الاقتصاد. 

نظاما الاقتراع: الفردي والقوائم 

يتم انتخاب الـ200 عضو عبر نظامين: النظام الفردي حيث تُعتبر كل محافظة دائرة انتخابية، ويتناسب عدد المقاعد مع عدد السكان. (مثال: القاهرة لها 10 مقاعد فردية، بينما محافظة مثل جنوب سيناء لها مقعد واحد)، ونظام القوائم مقسمة إلى 4 دوائر (دائرتان كبيرتان بـ37 مقعداً، ودائرتان صغيرتان بـ13 مقعداً).

 وأشار إلى أن نظام القوائم يقلل تأثير العشائرية ورأس المال، لأنه يصعب السيطرة على دوائر كبيرة تضم ملايين الناخبين. 

تمثيل المرأة والشباب 

المرأة يحتفظ الدستور بـ10% من مقاعد المجلس للنساء (30 مقعداً)، منها 20 مقعداً عبر القوائم (بشرط وجود 3 إلى 7 مرشحات في كل قائمة)، و10 مقاعد بالتعيين، وفي المجلس السابق، تجاوز التعيين النسبة المقررة ليصل إلى 20% 

الشباب رغم أن سن الترشح للمجلس لا يقل عن 35 عاماً (مقارنة بـ25 عاماً في مجلس النواب)، إلا أن قنديل أشار إلى أن التجربة البرلمانية للشباب تحت سن 40 عاماً في مجلس النواب الحالي (141 نائباً) عززت ثقة الناخبين في كفاءتهم. 

وأشاد الخبير بتجربة القوائم الوطنية التي تضم أحزاباً متنوعة، حيث نجحت في انتخابات 2015 و2020 و2023. وأوضح أن الدعوة لتشكيل قوائم مشتركة بين الأحزاب (مثل "قائمة من أجل مصر" التي تضم 12 حزباً) ساهمت في تقليل الصراع الحزبي، مشيراً إلى أن بعض الأحزاب المعارضة دخلت البرلمان عبر هذه القوائم. 

نصائح للناخبين 

نصح قنديل الناخبين بالاستفادة من الموقع الإلكتروني للهيئة الوطنية للانتخابات أو تطبيقها على الهواتف، حيث يمكنهم معرفة: 

- دائرة الانتخاب ومرشحيها عبر الرقم القومي. 

- تغيير مقر الاقتراع إذا كان بعيداً. 

- السيرة الذاتية للمرشحين. 

كما أشار إلى دور الإعلام (243 وسيلة إعلامية مراقبة، منها 187 دولية) في توفير المعلومات. 

واختتم الدكتور عبد الناصر قنديل، خبير النظم الانتخابية حديثه بالتأكيد على أن المشاركة الواسعة (خاصة من الشباب والمرأة) تعكس ثقة متزايدة في العملية الديمقراطية، معتبراً أن مصر تشهد "تطوراً هندسياً" في إدارة الانتخابات يُحقق التمثيل العادل لكافة الفئات.