الصليب الأحمر: غزة تواجه أسوأ كارثة إنسانية في تاريخها الحديث

أكد هشام مهنا، المتحدث الرسمي باسم الصليب الأحمر الفلسطيني، أن قطاع غزة يمر حالياً بأزمة إنسانية غير مسبوقة، تتجاوز كل التوصيفات المعتادة للكوارث، مع تصاعد خطير في الخسائر البشرية والتكلفة الإنسانية جراء العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين والنازحين بشكل مكثف.
وفي مداخلة حصرية من مدينة دير البلح، التي كانت تُعتبر من المناطق ذات الأمان النسبي في القطاع، أوضح مهنا أن هذه المناطق باتت اليوم في قلب دائرة الاستهداف، لا سيما دير البلح وحي تل الهوى ومخيم الشاطئ، مما دفع موجات نزوح جديدة نحو مناطق أقل قدرة على الاستجابة للاحتياجات الأساسية.
ندرة الغذاء والدواء
وأشار مهنا إلى أن الأوضاع المعيشية في غزة تشهد تدهوراً خطيراً نتيجة ندرة الغذاء والدواء، حيث يعاني السكان من سياسة محاصرة بالجوع المتعمد. وأوضح أن المدنيين باتوا يغامرون بحياتهم في محاولة للحصول على وجبة طعام، مشيراً إلى حالات كثيرة يُحمل فيها الأشخاص على الأكتاف كضحايا أو مصابين بعد ساعات طويلة من البحث دون جدوى.
وأردف مهنا: "نحن أمام نمط جديد من المعاناة الإنسانية، لا يمكن وصفه إلا بأنه مأساة متواصلة تستوجب تحركاً دولياً عاجلاً لوقف نزيف الدم وتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية".
الوضع في مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح
وأضاف أن الوضع في مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح الفلسطينية بات كارثيًا، حيث يتعامل الطاقم مع إصابات جماعية أغلبها ناتج عن أعيرة نارية أو شظايا، وأوضح أن المصابين أفادوا بأنهم أصيبوا أثناء توجههم للحصول على المساعدات من نقاط التوزيع، مشيرًا إلى أن حالة الفوضى وانعدام الأمن تعيق وصول المساعدات لمستحقيها.
تراجع الدعم الغذائي وشح حاد في الموارد
وأوضح مهنا أن الوضع الغذائي في غزة يُنذر بانهيار وشيك، حيث اضطرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تقليص عدد الوجبات اليومية المقدمة في المستشفيات ومطابخ الإغاثة، وتخصيصها فقط للمرضى والمصابين، وذلك نتيجة لنقص المواد الأساسية، كما توقف عدد من المطابخ المجتمعية عن العمل بسبب انعدام الإمدادات، رغم أنها كانت تقدم آلاف الوجبات لعائلات لا تملك مصدرًا آخر للطعام.
مطالب إنسانية عاجلة
وأشار مهنا إلى أن اللجنة الدولية تتلقى يوميًا مئات النداءات من العائلات المحاصرة في مناطق منكوبة، تطلب الغذاء أو حليب الأطفال أو الدواء أو الإجلاء الطبي، مؤكدًا أن فرق الصليب الأحمر تعمل تحت ضغط هائل، وتحاول الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية التي أصبحت شريان حياة للسكان.
ونوّه إلى أن الحل الإنساني بات أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، مؤكدًا ضرورة التوصل لاتفاق عملي وفوري يسمح بوقف إطلاق النار، وتأمين إدخال المساعدات عبر ممرات آمنة، بشكل يحفظ كرامة المدنيين الذين عانوا من كل أشكال الانتهاك خلال أكثر من 21 شهرًا من القتال المتواصل.