تشابه الأعراض قد يكون خادعًا: كيف تميّز بين الزائدة الدودية والقولون العصبي؟

في الوقت الذي يشتكي فيه الكثيرون من آلام البطن، يحذر أطباء الجهاز الهضمي من خطأ شائع يرتكبه بعض المرضى وحتى بعض غير المتخصصين، يتمثل في الخلط بين أعراض الزائدة الدودية ومتلازمة القولون العصبي. هذا الخلط، بحسب مختصين، قد يؤدي إلى تأخير تشخيص حالات خطرة مثل التهاب الزائدة، ما قد يهدد حياة المريض بمضاعفات شديدة إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.
أعراض متشابهة لكن الخطورة مختلفة
إن أحد أكثر التحديات التي يواجهها الأطباء في العيادات والطوارئ هو التفرقة الدقيقة بين آلام القولون العصبي والتهاب الزائدة الدودية، خاصة عندما تكون الأعراض غير نمطية أو في بداياتها.
ويضيف كثير من المرضى يأتون إلى الطوارئ وهم يظنون أن ما يشعرون به هو نوبة قولون، ويطلبون فقط مهدئات أو أدوية للانتفاخ، بينما نحن نكتشف أحيانًا أنها حالة طارئة تستدعي التدخل الجراحي العاجل بسبب التهاب الزائدة".
ويشير الأطباء إلى أن أبرز الفروقات بين الحالتين تتمثل في:
العرض الزائدة الدودية القولون العصبي
موقع الألم يبدأ حول السرة ثم يستقر في أسفل البطن الأيمن منتشر في كامل البطن، غالبًا أسفل أو في الجانب الأيسر
حدة الألم حاد، مستمر، ويتزايد بسرعة متوسط إلى خفيف، وقد يظهر ويختفي
الأعراض المصاحبة غثيان، قيء، ارتفاع حرارة، فقدان شهية غازات، انتفاخ، إسهال أو إمساك، مرتبط بالتوتر التحسن بعد التبرز لا يحدث تحسن يحدث تحسن واضح سرعة التطور ساعات قليلة وقد يؤدي إلى انفجار الزائدة مزمن ويستمر لأشهر أو سنوات
متى تستدعي الحالة الطوارئ؟
يؤكد الأطباء أن أي مريض يشعر بألم مفاجئ وحاد في البطن، خصوصًا في الجانب الأيمن السفلي، ويصاحبه ارتفاع درجة الحرارة أو قيء مستمر، عليه التوجه فورًا إلى أقرب مستشفى.
ويشدد: "التهاب الزائدة حالة لا تحتمل الانتظار، وإذا تأخر التدخل الجراحي قد تنفجر الزائدة، مما يؤدي إلى التهاب بريتوني يهدد الحياة".
أسباب الإصابة بكل حالة
الزائدة الدودية: غالبًا ما تنتج عن انسداد في التجويف الداخلي للزائدة بسبب فضلات أو تورم في الأنسجة اللمفاوية، مما يؤدي إلى التهاب حاد.
القولون العصبي: يُعتبر من الاضطرابات المزمنة المرتبطة بتغيرات في حركة الأمعاء، ويُعتقد أن له علاقة بالعوامل النفسية مثل القلق والتوتر، إلى جانب النظام الغذائي.
تشخيص الحالات بدقة
يقول الأطباء إن الفيصل بين الحالتين يكون دائمًا من خلال:
- الفحص السريري المتخصص
- تحاليل الدم لقياس مؤشرات الالتهاب
التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية لتحديد حالة الزائدة بدقة
ويؤكد الدكتور شاكر أن الاعتماد على الإنترنت أو التجربة الذاتية في تقييم الحالة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، داعيًا إلى استشارة الطبيب فور ظهور أعراض غير معتادة.
إحصاءات عالمية مقلقة
ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 7% من البشر يُصابون بالتهاب الزائدة الدودية خلال حياتهم، وتُعد الجراحة الخيار الأساسي لعلاج أغلب هذه الحالات، خاصة إذا تم التشخيص مبكرًا.
أما عن القولون العصبي، فتشير تقديرات الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي إلى أن ما بين 10% إلى 15% من السكان حول العالم يعانون من هذا الاضطراب، ويؤثر بشكل أكبر على النساء، وغالبًا ما يرتبط بالعوامل النفسية والضغط العصبي.
التمييز بين الزائدة الدودية والقولون العصبي قد ينقذ حياة، إذ أن تجاهل الأعراض الخطيرة أو معالجتها بمسكنات دون فحص قد يُفضي إلى نتائج كارثية. لذا، تبقى القاعدة الذهبية بحسب الأطباء: "لا تتجاهل ألمًا في البطن، خصوصًا إذا كان جديدًا، حادًا، ويتطور بسرعة".