فورين بوليسي: نتنياهو يترنح.. وترامب يملك مفتاح بقائه

تشير مجلة فورين بوليسي الأمريكية إلى أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل تصاعد مؤشرات ضعف ائتلافه الحاكم واحتمال التوجه نحو انتخابات مبكرة، وتقول المجلة إن "قبضة نتنياهو على السلطة تتهاوى"، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يكون له تأثير كبير على مسار الأحداث، إمّا بمساندة نتنياهو أو بزيادة تعقيد وضعه السياسي.
نتنياهو يراهن علي دعم ترامب
ورغم العلاقة المتوترة نسبيًا بين الرجلين في الأشهر الأخيرة، إلا أن نتنياهو يراهن على دعم ترامب مع استعداده لحملة إعادة انتخاب محتملة في أوائل عام 2026، وبحسب المجلة، فإن ترامب يتمتع بشعبية واسعة في إسرائيل، حيث أظهرت استطلاعات رأي أن 69% من الإسرائيليين ينظرون إليه بإيجابية، وهو ما يمنحه ثقلاً سياسيًا في التأثير على مستقبل نتنياهو.
من جانبها، وصفت فورين بوليسي علاقة ترامب بنتنياهو بأنها "تعاملية وظرفية"، إذ يستند الرئيس الأميركي إلى ما يمكن أن يحققه من منفعة مباشرة. ومع ذلك، ترى المجلة أن نتنياهو يمثل "رقمًا ثابتًا" في حسابات ترامب، وقد يكون أداة مفيدة له، خاصة في ما يتعلق بدفع عجلة التطبيع مع دول المنطقة، وردّ "الجميل" الذي قدمه ترامب لإسرائيل خلال صراعاتها الإقليمية، من غزة إلى إيران واليمن.
وفي السياق الداخلي، تعاني حكومة نتنياهو من تراجع استقرارها بعد استقالة وزراء من حزبين دينيين متشددين، احتجاجًا على الجمود بشأن قانون التجنيد العسكري الذي يطالب بإعفاء اليهود الحريديم من الخدمة الإلزامية. وبهذه الاستقالات، بات نتنياهو يقود فعليًا حكومة أقلية بـ50 مقعدًا فقط من أصل 120 في الكنيست.
إسرائيل معروفة بعدم استقرارها السياسي
ويُعد هذا التراجع تهديدًا مباشرًا لبقاء الحكومة، خصوصًا أن إسرائيل معروفة بعدم استقرارها السياسي، حيث يبلغ متوسط عمر الحكومات أقل من عامين. ومع اقتراب الكنيست من بدء عطلته الصيفية في 27 يوليو، فإن نتنياهو يتمتع بهامش مؤقت من الأمان السياسي، لكنه يظل مهددًا على المدى القريب.
ورغم الإنجاز الذي حققته هذه الحكومة بوصولها إلى عامها الثالث، في ظل تحالف يميني يُعد الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، فإن الشروخ الداخلية والتحديات التشريعية قد تعجّل بتفككها.
وفي ختام تحليلها، تحذّر فورين بوليسي من أن ترامب قد يتخلى عن نتنياهو إذا رأى بديلًا أكثر نفعًا، لكنها ترجّح أنه في حال إجراء انتخابات، سيُفضل "الشيطان الذي يعرفه على الشيطان الذي لا يعرفه".