عاجل

تصعيد صيني أوروبي.. بكين تحتج على إدراج بنوكها ضمن العقوبات علي روسيا

الرئيس الصيني شي
الرئيس الصيني شي جينبينج

أعلنت الصين، اليوم الأربعاء، أنها تقدمت باحتجاج رسمي إلى الاتحاد الأوروبي، على خلفية إدراج مصرفين صينيين ضمن الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات التي فرضها التكتل على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

تصاعد التوترات التجارية بين بكين وبروكسل

وفي بيان صادر عن وزارة التجارة الصينية، أوضحت أن وزير التجارة وانج وينتاو عبّر عن اعتراضه خلال محادثات أجراها الثلاثاء مع المفوض التجاري الأوروبي ماروس سيفكوفيتش، دون أن يُحدد البيان اسمي المؤسستين الماليتين المعنيتين.

ويأتي هذا الاحتجاج في ظل تصاعد التوترات التجارية بين بكين وبروكسل، مع تزايد الخلافات حول الدعم الصناعي الصيني، والممارسات التجارية، والعلاقات الوثيقة بين الصين وروسيا.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أقر مؤخرًا حزمة عقوبات جديدة تستهدف مؤسسات وشركات يُشتبه في مساهمتها بمساعدة موسكو على الالتفاف على القيود الغربية المفروضة منذ بدء الحرب.

بعد حربها مع إسرائيل.. كيف تضبط إيران اتجاهات علاقاتها مع روسيا والصين؟

على مدى أعوام، دفع العداء المشترك للولايات المتحدة بكلٍ من الصين وروسيا وإيران إلى تعزيز التقارب السياسي والعسكري فيما بينها، وصولاً إلى تشكيل ما يطلق عليه "مثلث استراتيجي" في مواجهة الغرب. ورغم ما يبدو من تنسيق وثيق بين هذه الدول الثلاث، يتجسد في إجراء تدريبات عسكرية مشتركة وتبني خطاب سياسي متناغم يدعو إلى تأسيس عالم متعدد القطبية، فإن الالتزام الأمني لكل من موسكو وبكين تجاه طهران لا يزال محدوداً ومحكوماً بحسابات دقيقة.

ووفقًا لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قد فتح الموقف الصيني والروسي من الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران الباب أمام تساؤلات داخل طهران بشأن مدى إمكانية التعويل على تلك التحالفات في أوقات الأزمات. فعلى الرغم من الشعارات المعلنة، أظهرت التجربة أن تلك العلاقات تُدار بمنطق المصالح المرحلية، لا وفق التزامات استراتيجية راسخة، وهو ما يضعف من قيمتها لدى صانع القرار الإيراني. ومن شأن هذا الواقع أن يعيد صياغة أولويات السياسة الخارجية الإيرانية، ويكشف حدود ما يمكن أن تقدمه موسكو أو بكين لطهران في لحظات المواجهة.

روسيا والصين.. صمت الحلفاء الاستراتيجيين

في مرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، يبقى السؤال الأهم حول ما الذي دفع روسيا والصين إلى تجنب الانخراط المباشر في المواجهة، وترك حليف استراتيجي مثل إيران يتلقى الضربات من دون تقديم دعم فعال يوازي حجم العلاقات القائمة بينها؟. فمن المؤكد أن موسكو وبكين لم تكونا تسعيان إلى استمرار الحرب ضد طهران، ولا ترغبان في خسارة شريك استراتيجي أو في تدمير البنية التحتية العسكرية الإيرانية بشكل واسع. ومع ذلك، فإن موقفهما عكس واقعاً دقيقاً ومعقداً؛ إذ وجدت كل من موسكو وبكين نفسيهما محاصرتين بشبكة من الحسابات الدقيقة والتوازنات الحساسة التي تقيد قراراتهما، وتفرض عليهما هامشاً محدوداً في التحرك تجاه طهران، وهو ما يمكن توضيحه على النحو الآتي:

1- موقف روسي محايد: جاء موقف موسكو من الحرب الإسرائيلية على إيران أقرب إلى الحياد، حيث اقتصر الرد الروسي على توجيه إدانات رسمية للعدوان الإسرائيلي، دون تقديم دعم ملموس، عسكرياً أو سياسيًا لطهران. فمن بين التصريحات النادرة التي حملت لهجة متشددة، والتي عبرت عن رفض روسيا لأي محاولة تهدف إلى تغيير النظام في إيران، كان تأكيد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف على أن اغتيال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي سيكون أمراً غير مقبول على الإطلاق، محذراً من أن رد فعل روسيا سيكون "سلبياً للغاية". لكن، وعلى الرغم من لهجة التحذير، فإن بيسكوف امتنع عن توضيح طبيعة الرد الروسي المحتمل في حال حدوث الاغتيال، مشيراً بدلاً من ذلك إلى أن الرد سيكون قوياً من داخل إيران نفسها. وأضاف أن مثل هذا الحدث قد يشعل اضطرابات داخلية ويدفع نحو صعود تيارات متطرفة، داعياً من يروجون لفكرة اغتيال المرشد إلى إدراك العواقب الكارثية التي قد تنجم عنها، وواصفاً ذلك بأنه سيكون بمثابة فتح أبواب للفوضى والشر.

تم نسخ الرابط