إيران تجري اختبارًا صاروخيًا «شبه مداري».. ما الهدف؟

أعلنت وسائل إعلام إيرانية، صباح اليوم الاثنين، عن تنفيذ تجربة "شبه مدارية" لـ صاروخ إيران الفضائي "قاصد"، وذلك ضمن مساعي تطوير القدرات الفضائية الإيرانية.
وذكرت وكالة "تسنيم" الدولية للأنباء أن الاختبار أُجري باستخدام الصاروخ الحامل للأقمار الصناعية "قاصد"، بهدف تقييم عدد من التقنيات الحديثة التي تخضع حالياً للتطوير في مجال الصناعات الفضائية الإيرانية.
من جانبها، نقلت وكالة "فارس" عن أحد مستشاري المنظمة الفضائية الإيرانية قوله إن التجربة، التي نُفذت في وقت مبكر من صباح اليوم، جاءت ضمن خطة لفحص تقنيات جديدة يتم تطويرها داخلياً، بهدف تحسين كفاءة أداء الأقمار الصناعية ومنظومات الفضاء الإيرانية بشكل عام.
ويأتي هذا الاختبار في إطار سعي إيران المستمر خلال السنوات الأخيرة لتوسيع برنامجها الفضائي، الذي يهدف إلى إيصال أقمار صناعية إلى المدار باستخدام منصات إطلاق وطنية.
وكان رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، حسن سالاريه، قد صرّح في وقت سابق بأن إيران تخطط لإرسال أول رائد فضاء إيراني خلال الأعوام الخمسة المقبلة، مع تأكيده على أهمية دور القطاع الخاص في إطلاق الأقمار الصناعية مستقبلاً.
مخاوف إسرائيلية من البرنامج النووي الإيراني
في سياق متصل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية في وقت سابق أن قرار إسرائيل بشن هجوم واسع ضد إيران جاء نتيجة معلومات استخباراتية وصفت بـ"الخطيرة"، وصلت إلى تل أبيب في نوفمبر الماضي.
ووفقًا للمصادر، أشارت تلك المعلومات إلى استخدام علماء نوويين إيرانيين مواد متقدمة قد تُسرّع بشكل كبير وتيرة تطوير البرنامج النووي الإيراني.
عقب هذه التطورات، صدرت أوامر فورية من القيادة السياسية الإسرائيلية إلى الجيش للاستعداد لعملية عسكرية شاملة ضد طهران.
وفي ضوء هذه التوجيهات، شكّل رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية شلومي بيندر، فريقًا خاصًا من نخبة الخبراء في مجال الأسلحة النووية. وقد أصدر الفريق، في يناير، تحذيرًا واضحًا وصف بـ"الخطير"، بشأن وجود مشروع إيراني منسّق يهدف للوصول إلى المرحلة النهائية من إنتاج صاروخ نووي.
كما أصدرت إدارة الأبحاث العسكرية تحذيرًا إضافيًا، كشفت فيه عن وجود "فريق سري" من العلماء النوويين داخل إيران يعمل على تطوير مكونات جديدة تُستخدم في تصنيع الرؤوس النووية، لم تُستخدم سابقًا في أي مرحلة من مراحل البرنامج.
تحذيرات متصاعدة واستعدادات إسرائيلية مكثفة
وفي مايو الماضي، رفع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي تقريرًا مباشرًا إلى القيادة السياسية، حذّر فيه من "تطورات مقلقة للغاية" في البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن طهران بدأت تقليص الفجوة التكنولوجية التي تفصلها عن امتلاك سلاح نووي متكامل.
هذا التحذير مثل نقطة تحوّل، حيث شرعت إسرائيل منذ ذلك الحين في وضع خطط هجومية شاملة، تضمنت سيناريوهات لتصفية شخصيات محورية في المشروع النووي، وضرب مواقع استراتيجية متعددة في آنٍ واحد.
ووفق القناة، شملت التحضيرات الاستخباراتية رصد مواقع عديدة داخل إيران، منها مكاتب سرية، شقق سكنية، أماكن اختباء، بل وحتى مواقع الإجازات الخاصة ببعض المسؤولين الكبار في البرنامج النووي.
وقد تم تحديد "اليوم والساعة المثاليين" لتنفيذ ضربة أولى وصفت بأنها "عدائية للغاية"، استهدفت في وقت متزامن قادة بارزين في المشروع النووي الإيراني.
اغتيالات دقيقة وتغيرات في المسار النووي
وبحسب القناة 12، نجحت العملية الإسرائيلية في تصفية ما لا يقل عن ثلاثة من كبار قادة البرنامج النووي الإيراني، اثنان منهم جرى استهدافهما خارج أماكن إقامتهما أثناء قضاء إجازة، بعد تتبع استخباراتي دقيق.
وخلصت تل أبيب إلى أن تراكم التحذيرات الاستخباراتية أكد أن إيران على وشك الوصول إلى "نقطة اللاعودة" في مشروعها النووي. لذا، لم يكن التحرك العسكري مجرد ردّ على تهديد مباشر، بل خطوة استباقية محسوبة تهدف لمنع طهران من بلوغ القدرة الكاملة على تصنيع رأس نووي قابل للإطلاق.
وقد اعتُبرت العملية تحولًا نوعيًا في التعامل مع التهديد الإيراني، حيث بُنيت على أشهر من المراقبة والرصد والتقييم الدقيق، قبل أن تتحول المعلومة السرّية التي كُشف عنها في نوفمبر إلى واحدة من أكثر العمليات دقة وتأثيرًا، من شأنها وفق الرواية الإسرائيلية أن تعرقل مسار البرنامج النووي الإيراني، ولو بشكل مؤقت.