إيران والأوروبيون وجهاً لوجه في إسطنبول.. جولة جديدة من مفاوضات النووي الجمعة

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، أن طهران ستعقد محادثات نووية مع الدول الأوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا في مدينة إسطنبول، يوم الجمعة المقبل.
جولة جديدة من المفاوضات
وأكد التلفزيون الإيراني أن الجولة الجديدة من المفاوضات مع الترويكا الأوروبية ستنطلق الجمعة، بهدف مناقشة مستقبل الاتفاق النووي وإحياء مسار التفاهم مع الغرب.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد صرّح الأحد، على هامش اجتماع الحكومة، بأن موقف إيران في هذه الجولة من المحادثات سيكون "أقوى وأكثر صلابة" من السابق، مشدداً على ضرورة إطلاع الأوروبيين على مواقف طهران. وأضاف: "إيران ستسعى بقوة أكبر لنيل حقوقها بعد الحرب".
وفي سياق متصل، أجرى عراقجي يوم الجمعة الماضي اتصالاً هاتفياً مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس. وخلال المكالمة، حذر المسؤولون الأوروبيون من أن استمرار التأخير في استئناف المفاوضات قد يدفعهم لتفعيل آلية "العودة السريعة" (سناب باك) لإعادة فرض العقوبات المعلقة بموجب اتفاق 2015.
إيران والولايات المتحدة عقدتا عدة جولات تفاوضية
يشار إلى أن إيران والولايات المتحدة عقدتا في وقت سابق عدة جولات تفاوضية بوساطة سلطنة عمان، قبل أن تتوقف إثر اندلاع الحرب الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو، والتي استمرت 12 يوماً.
وتفاقمت الأزمة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانضمام إلى إسرائيل في شن ضربات على ثلاث منشآت نووية إيرانية، ما أدى عملياً إلى انهيار المحادثات.
ويذكر أن الاتفاق النووي، المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة"، كان قد فرض قيوداً صارمة على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات، لكنه بدأ في الانهيار منذ انسحاب واشنطن منه عام 2018 وإعادة فرضها للعقوبات على طهران.
هل التفاهم بين إيران والترويكا الأوروبية يعيد إحياء مسار المفاوضات النووية؟
كشفت وكالة "تسنيم" الإيرانية، اليوم الأحد، أن محادثات غير معلنة جرت بين طهران ودول الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) أفضت إلى تفاهم مبدئي بشأن استئناف المفاوضات حول الملف النووي، فوفق المصدر المطلع من المقرر أن تنطلق هذه المحادثات خلال الأسبوع المقبل، فيما لم يُحدد بعد مكان انعقادها.
ووجهت كلا من باريس وبرلين ولندن، بمشاركة ممثل الاتحاد الأوروبي، إنذارًا لطهران مفاده أن التباطؤ أو التراخي في الالتزام بالاتفاق النووي قد يؤدي إلى تفعيل "آلية الزناد"، وهي إجراء قانوني يعيد فرض العقوبات الأممية السابقة بشكل تلقائي، ما لم يتحقق تقدم فعلي قبل نهاية صيف 2025.
الترويكا تبحث عن دور مؤثر في ظل التهميش
رغم تراجع دور الترويكا الأوروبية في المشهد التفاوضي خلال السنوات الأخيرة، إلا أن التهديد باستخدام آلية الزناد يعكس سعيها للعودة بقوة إلى طاولة التأثير. فهذه الورقة لا تزال بيد الأوروبيين كوسيلة ضغط دبلوماسي، في محاولة لتعديل موازين القوى داخل المفاوضات المتعثرة.