عاجل

باسل ترجمان: استهداف الاحتلال للكنائس في قطاع غزة رسالة سياسية لإذلال أوروبا

الباحث والمحلل السياسي
الباحث والمحلل السياسي التونسي باسل ترجمان

أكد الباحث والمحلل السياسي التونسي باسل ترجمان، أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي المتكرر للكنائس والمؤسسات التابعة لها في قطاع غزة، لم يكن مجرد أفعال عشوائية ضمن آلة الحرب، بل يحمل رسائل سياسية متعمدة توجهها إسرائيل تحديدًا إلى الدول المسيحية، وعلى رأسها دول أوروبا الغربية والفاتيكان.

منهجًا ثابتًا

وقال ترجمان في تصريحات خاصة لـ"نيوز روم"، إن القصف الذي طال كنيسة دير اللاتين والمستشفى الأهلي ومؤسسات تتبع الكنائس في غزة، ليس الأول من نوعه، فقد سبقته سلسلة اعتداءات مماثلة خلال الأشهر الماضية، تعكس منهجًا ثابتًا وليس سلوكًا عابرًا، وهدفه الواضح هو كسر أي رمزية دينية أو إنسانية تحاول تلك المؤسسات الدفاع عنها وسط المجازر المتواصلة في القطاع.

الاعتداءات رسالة واضحة من إسرائيل

وأشار المحلل السياسي إلى أن هذه الاعتداءات تحمل رسالة واضحة من إسرائيل إلى العالم المسيحي مفادها: "لا نأبه لمكانتكم، ولا نقيم وزنًا لمؤسساتكم أو مقدساتكم"، موضحًا أن هذا التجاهل المقصود هو بمثابة إهانة مباشرة للضمير الغربي المسيحي، خصوصًا الفاتيكان الذي يحاول منذ بداية الحرب الحفاظ على موقف متوازن يراعي الجانبين.

دور العبادة في غزة

وانتقد ترجمان ما وصفه بـ"الرد الخجول والمخزي" من الدول الأوروبية حيال هذه الانتهاكات، قائلاً: "رغم كل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين ودور العبادة في غزة، لم نشهد أي تحرك أوروبي فعلي يرتقي إلى مستوى الحدث. التصريحات المكررة والتعبير عن القلق لا تكفي، وقد أصبحت جزءًا من تواطؤ سياسي مستتر".

ولفت إلى أن الشعوب الأوروبية باتت أكثر وعيًا بالموقف الإسرائيلي، وكثير من الأصوات في الشارع الأوروبي اليوم كسر حاجز الصمت وخرج في مظاهرات ضخمة تندد بجرائم الاحتلال، لكن – للأسف – الحكومات الأوروبية ما زالت عاجزة عن اتخاذ أي إجراء حقيقي، سواء على مستوى وقف الدعم العسكري أو مراجعة اتفاقات الشراكة.

وأكد ترجمان أن الاتحاد الأوروبي نفسه فشل في تفعيل أي من البنود الملزمة في اتفاقيات التعاون مع إسرائيل، رغم أن هذه الاتفاقيات تنص صراحة على احترام حقوق الإنسان والحريات، وهو ما يخرقه الاحتلال يوميًا دون أن يتحرك أحد لمساءلته أو حتى تجميد التعامل معه.

واختتم ترجمان تصريحه بالتأكيد على أن إسرائيل تمتلك نفوذًا كبيرًا داخل دوائر صنع القرار الأوروبي، سواء داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي أو على مستوى الحكومات الوطنية، وهو ما يفسر التردد المستمر وعدم القدرة على فرض أي عقوبات أو حتى ضغوط دبلوماسية حقيقية.

تم نسخ الرابط