البطل الذي قتل مسليمة الكذاب.. من هو أبو دجانة الأنصاري وسر تسميته؟

يسلط موقع «نيوز رووم» الضوء في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان الضوء على قصة الصحابي الجليل أبو دجانة الأنصاري وسر تسميته بهذا الاسم.
من هو أبو دجانة الأنصاري؟
جاء في التعريف بأبي دجانة الأنصاري أنه سماك بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد الساعدي. كان يوم أحد عليه عصابة حمراء، يقال: آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عتبة بن غزوان حسبما ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء.
أمه حزمة بِنْت حَرْمَلَة من بني زعب من بني سليم بن مَنْصُور، يُكنى سماك بن خرشة بأبي دجانة الأنصاري، وهي كنية اشتهر بها الصحابي الجليل سماك، وغلبت على اسمه الحقيقي، فكان يُعرَف بأبي دجانة، كما عرف بـ«ذي المشهرة»، وهي درع يلبسها في الحرب، و«ذي السيفين»؛ لقتاله يوم أحد بسيفه وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شجاعته يوم بدر
تعد غزوة بدر أولى المعارك التي كانت بين المشركين والمسلمين، وكان ما قبلها من موجهات عبارة عن مناوشات لم ترتقِ إلى درجة المعركة الكبرى، فكانت المعركة الكبرى معركة بدر الكبرى، أو الفرقان كما أسماها رب العزة عز وجل: ﴿ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الأنفال: 41]، لقد كان بطلنا أبو دجانة الأنصاري معلمًا بعصابة حمراء عصابة الموت.
ولما اشتدت المعركة وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ وَاخْتَلَطُوا، أَقْبَلَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي عَوْفِ بْنِ صُبَيْرَةَ السَّهْمِيِّ كَأَنَّهُ ذِئْبٌ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، عَلَيْكُمْ بِالْقَاطِعِ، مُفَرِّقِ الْجَمَاعَةِ، الْآتِي بِمَا لَا يُعْرَفُ؛ مُحَمِّدٍ! لَا نَجَوْت إنْ نَجَا! وَيَعْتَرِضُهُ أَبُو دُجَانَةَ، فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، وضربه أبو دجانة فقتله، وَوَقَفَ عَلَى سَلَبِهِ يَسْلُبُهُ، فَمَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَقَالَ: دَعْ سَلَبَهُ حَتَّى يُجْهَضَ الْعَدُوُّ، وَأَنَا أَشْهَدُ لَك بِهِ، وَيُقْبِلُ مَعْبَدُ بْنُ وَهْبٍ، فَضَرَبَ أَبَا دُجَانَةَ ضَرْبَةً، بَرَكَ أَبُو دُجَانَةَ كَمَا يَبْرُكُ الْجَمَلُ، ثُمَّ انْتَهَضَ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو دُجَانَةَ فَضَرَبَهُ ضَرَبَاتٍ لَمْ يَصْنَعْ سَيْفُهُ شَيْئًا، حَتَّى يَقَعُ مَعْبَدٌ بِحُفْرَةٍ أَمَامَهُ لَا يَرَاهَا، وَبَرَكَ عَلَيْهِ أَبُو دُجَانَةَ، فَذَبَحَهُ ذَبْحًا، وَأَخَذَ سَلَبَهُ.
قتل الكثير من فرسان المشركين وشجعانهم أمثال: أبي العاص بن قيس، ومعبد بن وهب، ومعاوية بن عبدقيس.
قتله أبي مسيلمة الكذاب واستشهاده
توفي أبو دجانة الأنصاري سنة 12 للهجرة في ساحات القتال، بعد حياة مليئة بالأحداث والتضحيات والتفاني والبطولة في حروب الردة في قتال بني حنيفة، فحمل عليهم حملة كتيبة، وقاتل، حتى كُسرت قدمه، واستُشهد بعد أن اشترك في قتل عدو الله مسيلمة كما مر سابقًا، وكان ذلك في خلافة أبي بكر الصديق.