شهيد طاعون عمواس.. لماذا لقب أبو عبيدة عامر بن الجراح بأمين الأمة؟

أمين هذه الأمة هو أبو عبيدة بن الجراح عامر بن عبد الله بن الجراح -رضي الله عنه-، لقَّبه النبي -صلى الله عليه وسلم- بأمين الأمة، توفي عام 18 هجرية، وقد ثبت هذا اللقب لأبي عبيدة -رضي الله عنه- من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-.
أبو عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة
جاء في ترجمة صاحب سير أعلام النبلاء لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أنه : عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، القرشي الفهري المكي .
وأبو عبيىدة هو أحد السابقين الأولين، ومن عزم الصديق على توليته الخلافة، وأشار به يوم السقيفة، لكمال أهليته عند أبي بكر يجتمع في النسب هو والنبي - صلى الله عليه وسلم - في فهر، شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، وسماه أمين الأمة.
جاء عن أنس ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن لكل أمة أمينًا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".
قتل أباه يوم بدر
جاء في "حياة الصحابة للكاندهلوي": قتل أبو عبيدة بن الجراح أباه، قال ابن شَوْذَب: جعل أبو أبي عبيدة بن الجراح يتصدّى لابنه أبي عبيدة -رضي الله عنه -يوم بدر، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر قَصَدَه أبو عبيدة فقتله. فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية حين قتل أباه:{لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (سورة المجادلة، الآية: 22)
حديث أبو عبيدة في شأن الدجال
روي عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول : " إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال، وإني أنذركموه ". فوصفه لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : " لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي. قالوا: يا رسول الله، كيف قلوبنا يومئذ؟ أمثلها اليوم؟ قال: أو خير".
وفاته بطاعون عمواس
بدء الطاعون في بلدة عمواس، ثم انتشر في ولاية بلاد الشام الإسلامية التابعة للخلافة الراشدة، وكان أمير أجناد الشام أبا عبيدة بن الجراح. فلما اشتعل الطاعون بالناس قام أبو عبيدة -رضي الله عنه -في الناس خطيباً فقال: أيها الناس، إنَّ هذا الوجع رحمةٌ بكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم لأبي عبيدة حظَّه. فأصيب بالطاعون فمات، واستخلف على الناس معاذ بن جبل رضي الله عنه.
جاء عن سعيد بن المسيِّب في ذكر وصية أبو عبيدة بن الجراح أنه قال: لما طُعِن أبو عبيدة -رضي الله عنه- بالأردن دعا من حضره من المسلمين وقال:«إنِّي موصيكم بوصية إن قبلتموها لن تزالوا بخير: أقيموا الصلاة، وصوموا شهر رمضان، وتصدَّقوا، وحجُّوا، واعتمروا، وتواصَوا، وانصحوا لأمرائكم ولا تَغَشوهم؛ ولا تلهكم الدنيا، فإنَّ امرأ لو عُمِّر ألف حول ما كان له بدٌّ من أن يصير إلى مصرعي هذا الذي ترون، إن الله تعالى كتب الموت على بني آدم فهم ميتون، فأكْيَسهم - أي أذكاهم - أطوعهم لربه، وأعملهم ليوم معاده. والسلام عليكم ورحمة الله ».