خبير عسكري: إسرائيل وراء أحداث السويداء لاستدراج الجيش السوري

في ظل التطورات المتسارعة بمحافظة السويداء السورية، بدأ اليوم هدوء حذر يعمّ المدينة، تزامنًا مع انسحاب المليشيات وبدء جلسات حوارية تهدف إلى التوصل لاتفاق هدنة شامل يحفظ استقرار الجنوب السوري ويمنع التصعيد على الحدود مع إسرائيل.
وفي هذا السياق، أوضح العميد أيمن الروسان خبير عسكري واستراتيجي أن هذا الهدوء لا يعني نهاية الأزمة، بل هو بداية مرحلة دقيقة تتطلب إعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطن.
أسباب تجدد الاشتباكات وتحديات تنفيذ الاتفاق
وفي السياق ذاته، أشار العميد أيمن إلى أن تجدد الاشتباكات في السويداء خلال الأيام الماضية يعود إلى عدة عوامل، أبرزها غياب الآلية الفعلية لتنفيذ الاتفاقات السابقة، وغياب سيادة الدولة بشكل كامل على الأرض، مما سمح بحدوث تجاوزات ميدانية تستفز السكان المحليين.
ونوّه إلى أن المرحلة الحالية تتطلب تعزيز الثقة المتبادلة بين المجتمع المحلي في السويداء والدولة السورية، مشيرًا إلى أن عدم وضوح المواقف داخل الطائفة الدرزية منذ سقوط النظام السابق أدى إلى حالة من الانقسام، فهناك من يدعو للاندماج مع الدولة وتطبيق القانون، وهناك من يتحفظ على الطريقة التي تُدار بها العملية السياسية، فيما يتبنى البعض الآخر موقفًا وسطًا يدعو لإعطاء الحكومة الجديدة فرصة للعمل.
ضرورة فرض الأسس الأمنية لحماية أي اتفاق
وأكد العميد أيمن أن "ديمومة أي اتفاق لا تقوم فقط على النوايا الحسنة، بل تحتاج إلى وجود قوة حقيقية على الأرض تحمي الاتفاق وتفرض شروطه"، محذرًا من أن استمرار التضارب في المواقف سواء داخل السويداء أو من قبل الحكومة في دمشق قد يؤدي إلى انهيار أي تفاهم مستقبلي.
أصابع إسرائيلية في إشعال الأزمة؟
وفي تحليله للمشهد العام، لم يستبعد العميد أيمن أن يكون الاحتلال الإسرائيلي قد لعب دورًا مباشرًا في تأجيج الوضع بالسويداء، موضحًا أن "الصراع الذي ظهر كاشتباك بين ميليشيات درزية وعشائر بدوية، قد يكون قد فُتعل من الأساس ضمن خطة مبرمجة لاستدراج الجيش السوري نحو التصعيد الداخلي.
وأكد أن إسرائيل عمدت إلى استغلال بعض الفيديوهات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي توثق ممارسات مسيئة أثارت غضب الشارع السويدائي، ومنها مقاطع تظهر إساءة أحد عناصر العصابات المسلحة لشيخ درزي كبير باحترامه، في محاولة لإثارة الفتنة المجتمعية.
الموقف السوري لم ينسجم مع أجندات إسرائيلية
ونوه العميد إلى أن الدولة السورية ربما خالفت التوقعات الإسرائيلية والغربية في طريقة تعاملها مع ملف الجنوب السوري، مشيرًا إلى أن إسرائيل قدمت خلال محادثات جرت في أذربيجان ما وصفه بـ"أجندة تطبيع وسلام"، بينما جاءت الحكومة السورية بأجندة ترتكز على الترتيبات الأمنية والتوافق المحلي، وهو ما قاد إلى خلاف في الطروحات.
وأوضح أن هذه الفجوة في المواقف دفعت إسرائيل، حسب تقديره، إلى السعي لإفشال أي تقارب سوري داخلي، عبر إشعال الأزمات الطائفية والعرقية، وخلق حالة من الفوضى في مناطق حساسة مثل السويداء، ما يعكس رغبتها الدائمة في تقسيم سوريا وتهديد وحدتها الوطنية.