أحمد عزام : تراجع محتمل للنفط قد تصل لـ 62 دولارًا للبرميل في هذا التوقيت

حذّر أحمد عزام، محلل أسواق المال، من احتمالية استمرار الضغوط السلبية على أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، رغم ما تشهده الأسواق العالمية من ارتفاع موسمي في الطلب، لا سيما من جانب الولايات المتحدة والصين، باعتبارهما أكبر اقتصادين عالميين.

وقال أحمد عزام، خلال مداخلة تلفزيونية في برنامج "أرقام وأسواق" المذاع عبر شاشة قناة أزهري، إن فصل الصيف غالبًا ما يصاحبه زيادة طبيعية في استهلاك النفط بسبب ارتفاع معدلات التنقل والسفر والإنتاج الصناعي، إلا أن هذه العوامل لا يبدو أنها كافية لتحفيز الأسعار في الوقت الراهن.

المعروض النفطي يتجاوز 

وأشار أحمد عزام، إلى أن السبب الرئيسي وراء حالة التباطؤ في الأسعار لا يتعلق بالطلب، بل يرتبط بزيادة تدريجية في المعروض النفطي العالمي، نتيجة تخفيف بعض التخفيضات الطوعية التي كانت جزءًا من اتفاق "أوبك+" خلال الأشهر الماضية.

وأوضح أحمد عزام أن "هناك مؤشرات قوية تفيد بأن اجتماع أوبك+ المقبل في أغسطس قد يشهد إلغاء التخفيضات الطوعية بشكل كامل، مما يعني عودة الإنتاج إلى مستوياته السابقة، وهو ما سيفرض ضغوطًا كبيرة على الأسعار بسبب تخمة محتملة في المعروض."

الرسوم الجمركية تعمّق 

لفت أحمد عزام إلى عامل إضافي قد يسهم في تعزيز المخاوف بالسوق النفطية، وهو ما يتعلق باحتمالات عودة التعريفات الجمركية، وخصوصًا التصريحات الصادرة مؤخرًا من الولايات المتحدة بشأن فرض رسوم جديدة اعتبارًا من 1 أغسطس المقبل.

واعتبر أحمد عزام أن هذا العامل قد يضعف شهية المستثمرين ويدفع الأسواق إلى مزيد من التوتر والحذر، مشيرًا إلى أن أي تحرك في هذا الاتجاه سيؤثر بشكل مباشر على التجارة العالمية، وبالتالي على الطلب على الطاقة.

النمو الاقتصادي العالمي

أكد أحمد عزام أن المؤثر الأكبر في المرحلة المقبلة سيكون وتيرة النمو الاقتصادي العالمي، موضحًا أن "أي تباطؤ في النمو أو حتى مؤشرات على احتمالية حدوث ركود اقتصادي، سيكون له تأثير سلبي فوري على أسعار النفط، نظرًا لانعكاسه على الاستهلاك والإنتاج معًا."

وأضاف أحمد عزام أن حالة عدم اليقين الجيوسياسي والتقلبات في الأسواق المالية تُسهم أيضًا في تعميق الحذر بين المستثمرين، ما يحد من قدرة الأسعار على التماسك عند المستويات الحالية.

70 دولارًا للبرميل

واختتم أحمد عزام تحليله بالتأكيد على أهمية المستوى السعري البالغ 70 دولارًا لبرميل خام برنت، معتبرًا أن البقاء فوق هذا المستوى يُعد حيويًا لاستقرار السوق.

وقال أحمد عزا: "إذا فشل السعر في الحفاظ على مستوى 70 دولارًا، فإننا نتجه إلى مرحلة تصحيح قوية قد تهبط بالسعر إلى مستوى 62 دولارًا للبرميل، خاصة مع استمرار الحذر وترقب المستثمرين لأي مؤشرات سلبية جديدة.