أستاذ اقتصاد: منتدى مصر للتعدين يشكل منصة استراتيجية لجذب الاستثمارات العالمية

في ظل التحديات العالمية المتزايدة على الموارد الطبيعية، يحتل منتدى مصر للتعدين موقعًا استراتيجيًا هامًا، حيث يجمع نخبة من السفراء والشخصيات الدولية إلى جانب كبار ممثلي الشركات العالمية، بهدف تعزيز التعاون واستكشاف الفرص الاستثمارية في القطاع التعدينى بمصر.

وأوضح الدكتور عمرو سليمان، أستاذ الاقتصاد والاستثمار، خلال تصريحات له لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن مصر تمتلك ثروات معدنية ضخمة تمتد من أسوان حتى الإسكندرية مرورًا بسيناء والصحراء الشرقية والغربية، مما يعكس التنوع الجغرافي الكبير لهذه الموارد. 

تنمية مستدامة للاقتصاد الوطني

وأضاف أن استغلال هذه الثروات بشكل يضيف قيمة حقيقية بدلاً من الاكتفاء بتصدير الخامات فقط، يمثل خطوة أساسية نحو تنمية مستدامة للاقتصاد الوطني.

وأشار سليمان إلى أن المنتدى يعد فرصة ذهبية لتعزيز الشراكات الاستراتيجية التي تضمن نقل التكنولوجيا الحديثة والاستثمار الأمثل للثروات المعدنية. 

كما لفت إلى أن التحديات الجيوسياسية الراهنة، مثل النزاعات على الموارد المعدنية في أوكرانيا، دفعت الدول الصناعية الكبرى للبحث عن بدائل آمنة، وتبرز القارة الإفريقية، ومصر على وجه الخصوص، كوجهة رئيسية في هذا السياق.

الإصلاحات التشريعية والهيكلية في قطاع التعدين

ونوه سليمان إلى أن الدولة المصرية نفذت إصلاحات جوهرية في قطاع التعدين، شملت تعديل القوانين وتسهيل الإجراءات الخاصة بالمناقصات، والتعامل مع الشركاء الأجانب، بالإضافة إلى تبني سياسة واضحة لنقل التكنولوجيا، بما يساهم في بناء قطاع تعديني تنافسي،مشيرا إلى أن وزارة البترول وضعت خطة لزيادة مساهمة قطاع التعدين في الناتج القومي لتصل إلى 5%، في إطار رؤية طموحة تستهدف تعظيم العائد من الثروات الطبيعية.

الفوسفات المصري يدخل الأسواق الأوروبية

وأوضح سليمان أن مصر تمتلك احتياطيات ضخمة من الفوسفات في مناطق مثل أبو طرطور بالصحراء الغربية، والسباعية والبحر الأحمر، حيث تعمل شركات وطنية كبرى مثل شركة فوسفات مصر على التوسع في الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن الشركة الحكومية نجحت في التصدير لأكثر من 15 دولة خلال ثلاث سنوات، ما عزز من حضور مصر في الأسواق الأوروبية، وأتاح فرصًا للمنافسة مع دول كبرى مثل المغرب.

استثمارات جديدة لإنشاء مصنع للفوسفوريك

وأكد د. سليمان أن وزارة البترول بدأت فعليًا الشهر الماضي في تنفيذ مشروع استراتيجي لإنشاء مصنع لإنتاج الفوسفوريك، بتكلفة تقدر بنحو 640 مليون دولار، ما يوفر قيمة مضافة كبيرة. كما أشار إلى خطط أخرى للتوسع عبر شراكة مصرية هندية في منطقة العين السخنة، ضمن مساعي جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز سلاسل التصنيع المحلي.