مصر تبذل جهودًا مكثفة بملف غزة.. والإرادة السياسية للفصائل تحدد نجاح التفاوض

أكد الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة الأخبار، أن الموقف المصري في مفاوضات وقف إطلاق النار بشأن قطاع غزة يتسم بدقة عالية واحترافية متناهية، في ظل التعقيدات السياسية والأمنية المحيطة بالأزمة الممتدة.
وأوضح السعيد، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «منتصف النهار» على قناة القاهرة الإخبارية، أن القاهرة مارست ضغوطًا مكثفة خلال جولات التفاوض المختلفة، سعيًا منها لدفع ملف الهدنة قدمًا رغم العديد من العقبات.
تجدد العدوان
وأشار إلى أن جهود الوساطة المصرية أثمرت عن التوصل إلى هدنتين، كانت آخرها في يناير الماضي، إلا أن خرقًا إسرائيليًا واضحًا أدى إلى تجدد العدوان على القطاع.
وأكد السعيد أن نجاح المفاوضات لا يعتمد فقط على جهود الوسطاء، بل يرتبط أيضًا بالإرادة السياسية للأطراف المتصارعة داخل غزة، والتي تمثل عاملًا حاسمًا في تحقيق السلام.
وأضاف أن المشهد التفاوضي لا يخلو من تعقيدات إضافية، خاصة بسبب غياب الجدية من الجانب الإسرائيلي في التعامل الإيجابي مع المقترحات المقدمة، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق شامل.
وفي هذا السياق، يواصل الجانب المصري لعب دور محوري وحساس في محاولة تحقيق هدنة مستدامة، مع التركيز على حماية المدنيين ووقف المعاناة في القطاع.
الجانب الإسرائيلي لا يظهر التزامًا حقيقيًا بوقف الحرب
وأكد السعيد أن الجانب الإسرائيلي لا يظهر التزامًا حقيقيًا بوقف الحرب، ويتضح ذلك من خلال إرسال وفود تفاوضية تفتقر إلى الصلاحيات الكاملة، إلى جانب إثارة قضايا خلافية مثل الخرائط، ما يكشف عن رغبة إسرائيلية في المراوغة وعدم الرغبة في الوصول إلى حل نهائي يُنهي معاناة المدنيين في القطاع.
ومن جانبه، قال ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني إن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يمارس انتهاكات خطيرة في قطاع غزة، رغم الإدانات الدولية المتكررة، موكدا أن الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمناطق تجمع المدنيين المنتظرين للمساعدات، وكذلك قصف مواقع الإغاثة، يرقى إلى مستوى جرائم حرب تتعارض بشكل صارخ مع القوانين الدولية والإنسانية.
سياسة العدوان الإسرائيلي بدأ منذ السابع من أكتوبر 2023
وأشار صافي خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز إلى أن العدوان الإسرائيلي بدأ منذ السابع من أكتوبر 2023، وهو يتبع نهجًا واحدًا يتمثل في استهداف كل ما هو إنساني، بما في ذلك الأطفال المنتظرين لمياه الشرب، كما حدث في مدينة دير البلح، حيث استشهد أكثر من 15 مواطنًا، بينهم أطفال.
ونوه صافي إلى أن هدف الاحتلال الواضح هو التهجير القسري للفلسطينيين، وهو ما يتجلى في القصف المستمر، والتجويع، والحصار الخانق المفروض على غزة، لا سيما في المناطق التي تُوصف بأنها "إنسانية"، مضيفا: أن المؤسسة الأمريكية التي تنظم عمليات الإغاثة نصبت ما وصفها بـ"مصائد الموت" للفلسطينيين، حيث يُستشهد يوميًا عشرات الفلسطينيين أثناء انتظارهم للمساعدات.