محلل فلسطيني: الاحتلال يرتكب جرائم حرب ممنهجة في غزة بدعم أمريكي

أكد ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب انتهاكات جسيمة في قطاع غزة، رغم الإدانات الدولية، في مشهد يتنافى مع أبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني، محذرًا من أن العدوان المستمر يرقى إلى جرائم حرب مكتملة الأركان.
وأوضح صافي، في مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن الاستهداف المتكرر للمدنيين في مناطق تجمع المساعدات، وقصف مواقع الإغاثة الإنسانية، يكشف عن نية متعمدة لإيقاع أكبر قدر من الضحايا، خاصة بين الأطفال والنساء، وهو ما حدث مؤخرًا في مدينة دير البلح، حيث استشهد أكثر من 15 مدنيًا، بينهم أطفال، أثناء انتظارهم للحصول على مياه الشرب.
العدوان مستمر منذ أكتوبر 2023
وأشار صافي إلى أن العدوان الإسرائيلي بدأ في السابع من أكتوبر 2023، واتبع منذ ذلك التاريخ نهجًا دمويًا واضحًا يتمثل في استهداف كل ما هو إنساني، مؤكدًا أن غزة تواجه عملية ممنهجة من التهجير القسري والتجويع والإبادة الجماعية، في ظل حصار خانق يمنع الغذاء والدواء والوقود عن السكان.
واتهم صافي ما وصفها بـ"المؤسسة الأمريكية التي تدير عمليات الإغاثة" بلعب دور سلبي، من خلال نصب ما سماها بـ"مصائد الموت" للمدنيين، حيث يُستشهد العشرات يوميًا أثناء انتظارهم للمساعدات، مضيفًا أن هذه الوقائع تكرّس سياسة ممنهجة لإبادة جماعية بغطاء دولي.
الولايات المتحدة شريكة في الجريمة
وفي سياق متصل، وجه صافي اتهامًا مباشرًا للولايات المتحدة، معتبرًا أنها أداة لتمكين الاحتلال من الاستمرار في جرائمه، مشيرًا إلى أن واشنطن لم تكتفِ بتقديم الدعم العسكري والسياسي، بل استخدمت مرارًا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع صدور قرارات تطالب بوقف إطلاق النار أو تندد بالمجازر.
وأضاف أن المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية تقف عاجزة أمام آلة القتل الإسرائيلية، بسبب الانحياز الغربي الواضح، وخاصة الأمريكي، داعيًا إلى تحرك جاد لا يكتفي بالشجب، بل يتجه إلى خطوات ملموسة مثل المقاطعة الدولية، سحب السفراء، تجميد العلاقات، ووقف تصدير السلاح لإسرائيل.
مطالبة بتفعيل أدوات الردع الدولية
واختتم صافي حديثه بالتأكيد على أن الفلسطينيين لن يقبلوا بسياسة الإبادة أو الإذعان، مؤكدًا أن المواقف المعلنة من الدول الكبرى يجب أن تترجم إلى أفعال حقيقية، محذرًا من أن صمت المجتمع الدولي هو شراكة غير مباشرة في الجريمة.