«كبار العلماء» عن مسلسل معاوية: لا يجوز للعُراة وشاربي الخمر تجسيد الصحابة

جدل كبير أثاره الحديث عن العمل الدرامي “معاوية” والذي يعرض خلال شهر رمضان 2025، ورغم ما يزخر به التاريخ من صراع وخلاف حول شخصية الصحابي معاوية رضي الله عنه بين أهل السنة والشيعة، جاء الإعلان عن معاوية في عملٍ درامي ليجد الخلاف حول مشروعية تجسيده بوصفه أحد الصحابة رضوان الله عليهم جميعا.

تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية لا يجوز
ووسط الجدل حول معاوية جاء تصريح الدكتور محمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر لـ نيوز رووم، ليؤكد الرأي الشرعي بعدم جواز تجسيد الأنبياء أو الصحابة في الأعمال الدرامية، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلى منزلة أصحابه فوصفهم بأنهم كالنجوم بالقول: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" وأن معاوية واحد منهم.
وشدد عضو كبار العلماء أنه لا يجوز للعُراة وشاربي الخمر أن يمثلوا الصحابة، وأن تمثيل الأنبياء وصحابة رسول الله في الأعمال الدرامية غير جائز، مؤكدًا لا يجوز لعارٍ أو شارب خمر أن يجسد شخصية صحابي ولا يجوز لعارية أن تظهر في صورة صحابية، فالصحابة عندنا كحواري عيسى عليه السلام.
4 لا يجوز تجسيدهم في الدراما
مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف تضمن في قراره رقم [100] بجلسته الرابعة عشرة في دورته الخامسة والثلاثين التي عقدت بتاريخ 16 من ربيع الأول 1420هـ الموافق 30 من يونيه 1999م، قرر أنه لا يجوز أن يشتمل عمل تمثيلي في المسرح أو السينما أو التلفاز -أو في أي جهاز آخر- على شخصيةٍ من الآتي تحديدهم: الأنبياء، والرسل، والعشرة المبشرون بالجنة، وآل البيت الكرام.
ضوابط تمثيل الشخصيات الإسلامية
المجمع في القرار رقم [20] في الجلسة الرابعة الطارئة في دورته الثامنة التي عقدت بتاريـخ 7 من محرم 1392هـ الموافق 22 من فبراير 1972م، وضع عدة ضوابط منها:
عدم جواز تمثيل الشخصيات الإسلامية ذات المكانة والإجلال والقدوة. وهذا كله يتسق مع كوننا نربأ بالشخصيات الدينية التي لها من الإجلال والاحترام أن تقع أسيرة رؤية فنية لشخصية الكاتب يفرضها فرضًا على المتلقي لها، بما يغير حتمًا من تخيل المتلقي لهذه الشخصيات والصورة الذهنية القائمة عنده حولها، ويستبدل بها الصورةَ الفنية المقدمة، مما يكون له أثره البالغ في تغيير صورة هذه الشخصيات، وفرض رؤية الكاتب فرضًا.
وبينما يحاول كثيرون نزع القداسة عن الأنبياء والشخصيات الدينية الأخرى ذات الإجلال والتقدير؛ تقليدًا منهم لمسار الفكر الغربي الذي نزع القداسة عن كل شيء تقريبًا -بناءً على نموذجه المعرفي، ويرون بناءً على ذلك أن عدم نزع تلك القداسة يجعل الكاتب ناقص الرؤية ومجانبًا للحقيقة. وفكرة نزع القداسة هذه مرفوضة تمامًا في الإسلام؛ سواء في منطلقاتها الفكرية، أو في تطبيقاتها العملية، تلك الفكرة التي أدت بهم إلى نقد النص الديني المقدس، وانتهت بهم إلى نقد الأنبياء والإساءة إليهم، واعتبارهم مجرد نماذج بشرية قابلة للنقد والتقويم.

حكم تجسيد شخصية الصحابة
بدورها شددت دار الإفتاء أن حكم تجسيد شخصية الصحابة رضوان الله عليهم جائز، إذا أُظهِرُوا بشكل يناسب مقامهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم خيرة الخلق بعد الأنبياء والمرسلين فلا مانع من تمثيلهم إذا كان الهدف من ذلك نبيلًا؛ كتقديم صورةٍ حسنةٍ للمشاهد، واستحضار المعاني التي عاشوها، وتعميق مفهوم القدوة الحسنة من خلالهم، مع الالتزام بالضوابط الآتية:
أولًا: الالتزام باعتقاد أهل السنة فيهم؛ من حبهم جميعًا بلا إفراط أو تفريط.
ثانيًا: التأكيد على حرمة جميع الصحابة؛ لشرف صحبتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتوقير والاحترام لشخصياتهم، وعدم إظهارهم في صورة ممتهنة، أو الطعن فيهم والاستخفاف بهم والتقليل من شأنهم.
ثالثًا: نقل سيرتهم الصحيحة كما هي، وعدم التلاعب فيها.
رابعًا: الاعتماد على الروايات الدقيقة وتجنب الروايات الموضوعة والمكذوبة.
خامسًا: تجنب إثارة الفتنة والفرقة بين الأمة الإسلامية.
ويُستَثْنَى من هذا الحكم: العشرة المبشرون بالجنة، وأمهات المؤمنين، وبنات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وآل البيت الكرام؛ فلا يجوز تمثيلهم.