ما أفضل الصدقات عند الله.. وأكثرها أجرًا؟ أستاذ بجامعة الأزهر يوضح

أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، أن أفضل الصدقات عند الله وأكثرها أجرًا ليست دائمًا تلك التي تُنفق في الخارج، بل قد تكون أقرب مما نتصور، وتبدأ من داخل البيت.
وأوضح د. تمام من خلال برنامج “مع الناس” المذاع على قناة الناس،أن النبي ﷺ قال:
«دينارٌ أنفقته في سبيل الله، ودينارٌ أنفقته في رقبة، ودينارٌ تصدّقت به على مسكين، ودينارٌ أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك» [رواه مسلم]، مشيرًا إلى أن النفقة على الأهل تُعد من أعظم القربات وأفضل أنواع الصدقة عند الله، بل قد تفوق في الأجر الصدقات العامة، خاصة إذا كان أهل البيت في حاجة.
وأضاف: “الناس بتفتكر إن أفضل الصدقات هي اللي بتروح للفقراء والمساكين في الشارع، ودا خير كبير طبعًا، لكن ممكن يكون اللي في بيتك أولى، ودا يشمل مش الزوجة بس، لكن كمان الأب، الأم، الأخوات، وحتى الأقارب المحتاجين. مينفعش أطلع فلوس برة، وأهلي محتاجين”.
وأشار د. إلى أن النفقة الواجبة لا تُغني عن الصدقة المستحبة، ولكن حين يقترن الإنفاق بنيّة القربى والرحمة، فإنها تتحول من واجب إلى عبادة عظيمة
بيان فضل الصدقة والإنفاق في سبيل الله
حثَّ الشرع الشريف على الصَّدقة وندب إليها، فقال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: 245].
قال الإمام أبو بكر ابن العربي في "أحكام القرآن" (1/ 306-307، ط. دار الكتب العلمية): [جاء هذا الكلام في معرِض النَّدب والتَّحضيض على إنفاق المال في ذاتِ الله تعالى على الفقراء والمحتاجين، وفي سبيل الله بنصرة الدِّين]
ثمَّ بيَّن الله تعالى تلك الأضعاف الكثيرة في قوله جلَّ شأنه: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 261].
قال الإمام فخر الدين الرَّازِي في "مفاتيح الغيب" (6/ 500-501، ط. دار إحياء التراث العربي): [أمَّا قوله تعالى: ﴿أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾ فمنهم من ذكر فيه قدرًا معيَّنًا، وأجود ما يُقال فيه: إنَّه القدر المذكور في قوله تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ﴾ فيقال: يُحمَل المجمل على المفسَّر؛ لأنَّ كلتا الآيتين وَرَدَتَا في الإنفاق] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلاَ يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، وَإِنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".
قال الإمام بدرُ الدِّين العَيْنِي في "عمدة القاري" (: [وتربية الصَّدقات مضاعفة الأجر عليها، وإن أُريد به الزيادة في كَمِّيَّةِ عَيْنِها ليكون أثقل في الميزان لم يُنكَر ذلك]